روضة الواعظین

محمد بن الفتال النیسابوری

نسخه متنی -صفحه : 523/ 217
نمايش فراداده

فصل فى ذكر وفاته عليه السلام

بذلك على غيره ، فتقدم أبو الحسن " ع " فقال : السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبة فتغير الرشيد و تبين الغيظ فيه .

و سأل محمد بن أبا الحسن أبا الحسن بمحضر الرشيد ، و هم بمكة فقال يجوز للمحرم ان يظلل محمد فقال له موسى : لا يجوز له ذلك مع الاختيار ، فقال محمد بن الحسن ا فيجوز له ان يمشى تحت الظلال ؟ فقال له نعم فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك فقال له أبو الحسن " " ع " : اتعجب من سنة النبي صلى الله عليه و آله و تستهزئ به ان رسول الله صلى الله عليه و آله كشف ظلاله في إحرامه و مشى تحت الظلال ، و هو محرم ان أحكام الله لا تقاس ، فمن قاس بعضها على بعض فقد ضل عن سواء السبيل فسكت محمد بن الحسن لا يرجع جوابا .

و كان عليه السلام افقه أهل زمانه ، و أحفظهم لكتاب الله عز و جل ، و أحسنهم صوتا بالقرآن .

و كان إذا قرأ تحزن و بكى و بكى السامعون لتلاوته ، و كان الناس بالمدينة يسمونه زين المجتهدين .

( فصل : في ذكر وفاته عليه السلام ) عن أحمد بن عبد الله عن أبيه قال : دخلت على الفضل بن الربيع و هو جالس على السطح فقال لي : ادن فدنوت حتى حاذيته ، فقال لي اشرف إلى بيت في الدار فاشرفت فقال : ما ترى في البيت ؟ قلت ثوبا مطروحا فقال لي : أنظر حسنا فتأملت و نظرت فتيقنت فقلت : رجل ساجد ، فقال لي : تعرفه قلت : لا قال : هذا مولاك قلت و من مولاى ؟ فقال تتجاهل على ؟ فقلت : مااتجاهل و لكني لا اعرف لي مولى فقال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ، قال لي اتفقده الليل و النهار فلم أجده في وقت من الاوقات إلا على الحال التي أخبرتك بها انه يصلى الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى ان تطلع الشمس ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس ، و قد و كل من يترصد الزوال فلست أدري متى يقول الغلام ، فقد زالت الشمس اذ يثب فيبتدى بالصلاة من ان يحدث وضوءا فاعلم انه لم ينم في سجوده و لا اغفى فلا يزال كذلك إلى ان يفرغ من صلاة العصر فإذا صلى العصر سجد سجدة فلا يزال ساجدا إلى ان تغيب الشمس فإذا غابت الشمس وثب من سجدته يصلى المغرب من ان يجدد وضوءا و لا يزال في