روضة الواعظین

محمد بن الفتال النیسابوری

نسخه متنی -صفحه : 523/ 450
نمايش فراداده

مجلس فى ذكر الحزن والبكاء من خشية الله تعالى

كبان بني نبيانه فأتمه فلما استوى ما قد بناه تهدما و قال آخر : يا خاطب الدنيا إلى نفسها تنح عن خطبتها تسلم ان التي تنكح غرارة قريبة العرس من المآتم و قال آخر : سأقنع ما بقيت بقوت يوم و لا ابغى مكاثرة بمال هب الدنيا تساق إليك عفوا أ ليس مصير ذاك إلى زوال و ما دنياك إلا مثل فىء أظلك ثم أدنى بالزوال و قال أبو العتاهية : همومك بالعيش مقرونة فلا تقطع العيش إلا بهم حلاوة دنياك مسمومة فلا تأكل الشهد إلا بسم إذا كنت في نعمة فارعها فان المعاصي تزيل النعم إذا تم أمر دنى نقصه توقع زوالا إذا قيل تم مجلس في ذكر الحزن و البكاء من خشية الله قال تعالى في سورة آل عمران : ( فلا تخافوهم و خافون ان كنتم مؤمنين ) و قال في سورة المائدة : ( فلا تخشوهم و اخشوني ) و قال تعالى في سورة النحل ( يخافون ربهم من فوقهم ) و قال تعالى في سورة الرعد : ( يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب ) و قال تعالى في سورة الانبياء : ( يدعوننا رغبا و رهبا و كانوا لنا خاشعين ) و قال تعالى في سورة القصص : ( حكاية قول قوم قارون : ( لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين ) و قال في سورة النجم : ( ا فمن هذا الحديث تعجبون و تضحكون و لا تبكون و أنتم سامدون ) أى لاهون .