روضة الواعظین

محمد بن الفتال النیسابوری

نسخه متنی -صفحه : 523/ 460
نمايش فراداده

مجلس فى ذكر الحياء

لا يستطيع ان يرد السلام لان التسليم من المسلم تطوع و الرد عليه فريضة ، و لا على آكل الربى و لا على رجل جالس على غائط ، و لا على الذي في الحمام ، و لا على الفاسق المعلن بفسقه .

قال الباقر " ع " : ان ملكا من الملائكة مر برجل قائم على باب دار فقال الملك يا عبد الله مايقيمك على باب هذه الدار ؟ قال : فقال اخ لي فيها أردت ان اسلم عليه فقال له الملك هل بينك و بينه رحم ماسة أو نزعتك اليه حاجة ؟ قال : فقال لا ما بيني و بينه قرابة و لا نزعتنى اليه حاجة إلا اخوة الاسلام و رحمه ، و انا اتعاهده و أسلم عليه لله رب العالمين فقال : انى رسول الله إليك و هو يقرئك السلام : و يقول إنما إياي أردت ولي تعاهدت و قد اوجبت لك الجنة و اعفيتك من غضبى ، و آجرتك من النار و معنى قول العبد لاخيه : السلام عليك اى السلامة لك منى كما قال تعالى : فسلام لك من اصحاب اليمين اى سلامة ، و قيل إذا سلم الرجل على المطيع المتقي كان معناه يكرمك و يثيبك على طاعتك فإذا سلم على أهل المعصية كان معناه السلام مطلع عليك و انتبه و لا تغفل .

و قال رسول الله صلى الله عليه و آله : السلام اسم من اسماء الله تعالى فافشوه بينكم فان الرجل المسلم إذا مر بالقوم فسلم عليهم فان لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم و أطيب .

و قال صلى الله عليه و آله : ان أعجز الناس من عجز عن الدعاء ، و ان ابخل الناس من بخل بالسلام .

قال عمار بن ياسر : ثلاث من جمعن جمع الايمان : الانفاق في الاقتار و الانصاف من نفسك ، و بذل السلام إلى العالم .

مجلس في ذكر الحياء قال الله تعالى في سورة النساء : ( يستخفون من الناس ، و لا يستخفون من الله ) و قال في سورة المجادلة : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم و لا خمسة إلا هو سادسهم ) الآية .