صحیح البخاری

محمد بن اسماعیل البخاری

جلد 5 -صفحه : 36/ 16
نمايش فراداده

عبيد بن إسمعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال لما سار رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشا خرج أبو سفيان بن حرب و حكيم ابن حزام و بديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبلوا يسيرون حتى اتوا مر الظهران فاذاهم بنيران كأنها نيران عرفة فقال أبو سفيان ما هذه لكأنها نيران عرفة فقال بديل بن ورقاء نيران بني عمرو فقال أبو سفيان عمرو اقل من ذلك فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه و سلم فأدركوهم فأخذوهم فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم أبو سفيان فلما سار قال للعباس احبس ابا سفيان عند حطم الخيل حتى ينظر إلى المسلمين فحبسه العباس فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه و سلم كتيبة كتيبة على أبى سفيان فمرت كتيبة قال يا عباس من هذه قال هذه غفار قال مالى و لغفار ثم مرت جهينة قال مثل ذلك ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك و مرت سليم فقال مثل ذلك حتى اقبلت كتيبة لم يرمثلها قال من هذه قال هؤلاء الانصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية فقال سعد بن عبادة يا ابا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة فقال أبو سفيان يا عباس حبذا يوم الذمار ثم جاءت كتيبة و هي اقل الكتائب فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه و راية النبي صلى الله عليه و سلم مع الزبير بن العوام فلما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأبي سفيان قال ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة قال ما قال قال قال كذا و كذا فقال كذب سعد و لكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة و يوم تكسى فيه الكعبة قال و امر رسول الله صلى الله عليه و سلم ان تركز رأيته بالحجون قال عروة و أخبرنى نافع بن جبير بن مطعم قال سمعت العباس يقول للزبير بن العوام يا ابا عبد الله ههنا امرك رسول الله صلى الله عليه و سلم ان تركز الراية قال و امر رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ خالد بن الوليد ان يدخل من اعلى مكة من كداء و دخل

النبي صلى الله عليه و سلم من كدي فقتل من خيل خالد يومئذ رجلان حبيش ابن الاشعر و كرز بن جابر الفهرى حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن معاوية ابن قرة قال سمعت عبد الله بن مغفل يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة على ناقته و هو يقرأ سورة الفتح يرجع و قال لو لا ان يجتمع الناس حولى لرجعت كما رجع حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا سعدان بن يحيى حدثنا محمد بن أبى حفصة عن الزهرى عن على بن حسين عن عمرو بن عثمان عن اسامة بن زيد انه قال زمن الفتح يا رسول الله اين ننزل غدا قال النبي صلى الله عليه و سلم و هل ترك لنا عقيل من منزل ثم قال لا يرث المؤمن الكافر و لا الكافر المؤمن قيل للزهري و من ورث ابا طالب قال ورثه عقيل و طالب قال معمر عن الزهرى اين ننزل غدا في حجته و لم يقل يونس حجته و لا زمن الفتح حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا x أبو الزناد عن عبد الرحمن عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم منزلنا ان شاء الله إذا فتح الله الخيف حيث تقاسموا على الكفر حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا إبراهيم بن سعد أخبرنا ابن شهاب عن أبى سلمة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أراد حنينا منزلنا غدا ان شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم دخل مكة يوم الفتح و على رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجل فقال ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال اقتله قال مالك و لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم فيما نرى و الله أعلم يومئد محرما حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن ابن أبى نجيح عن مجاهد عن أبى معمر عن عبد الله قال دخل النبي صلى الله عليه و سلم مكة يوم الفتح و حول البيت ستون و ثلثمأة نصب فجعل يطعنها بعود في يده و يقول

جاء الحق و زهق الباطل جاء الحق و ما يبدئ الباطل و ما يعيد حدثني اسحق حدثنا عبد الصمد حدثني أبى حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لما قدم مكة ابى ان يدخل البيت و فيه الآلهة فأمر بها فأخرجت فأخرج صورة إبراهيم و إسمعيل في أيديهما من الازلام فقال النبي صلى الله عليه و سلم قاتلهم الله لقد علموا مااستقسما بها قط ثم دخل البيت فكبر في نواحى البيت و خرج و لم يصل فيه تابعه معمر عن أيوب و قال وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه و سلم باب دخول النبي صلى الله عليه و سلم من اعلى مكة و قال الليث حدثني يونس أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه و سلم اقبل يوم الفتح من اعلى مكة على راحلته مردفا اسامة بن زيد و معه بلال و معه عثمان بن طلحة من الحجبة حتى اناخ في المسجد فأمره ان يأتى بمفتاح البيت فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم و معه اسامة بن زيد و بلال و عثمان بن طلحة فمكث فيه نهارا طويلا ثم خرج فاستبق الناس فكان عبد الله بن عمر أول من دخل فوجد بلالا وراء الباب قائما فسأله اين صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأشار له إلى المكان الذي صلى فيه قال عبد الله فنسيت ان اسأله كم صلى من سجدة حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا حفص بن ميسرة عن هشام بن عروة عن أبيه ان عائشة رضى الله عنها أخبرته ان النبي صلى الله عليه و سلم دخل عام الفتح من كداء التي بأعلى مكة تابعه أبو أسامة و وهيب في كداء حدثنا عبيد بن إسمعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه دخل النبي صلى الله عليه و سلم عام الفتح من اعلى مكة من كداء باب منزل النبي صلى الله عليه و سلم يوم الفتح حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عمرو عن ابن أبى ليلي قال ما أخبرنا احد انه رأى النبي صلى الله عليه و سلم يصلى الضحى ام هانئ فانها

ذكرت انه يوم فتح مكة اغتسل في بيتها ثم صلى ثماني ركعات قالت لم أره صلى صلاة اخف منها انه يتم الركوع و السجود باب حدثني محمد ابن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن منصور عن أبى الضحى عن مسروق عن عائشة رضى الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول في ركوعه و سجوده سبحانك أللهم ربنا و بحمدك أللهم اغفر لي حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبى بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فقال بعضهم لم تدخل هذا الفتى معنا و لنا ابناء مثله فقال انه ممن قد علمتم قال فدعاهم ذات يوم و دعاني معهم قال و ما رئيته دعاني يومئذ الا ليريهم منى فقال ما تقولون إذا جاء نصر الله و الفتح و رأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا حتى ختم السورة فقال بعضهم امرنا ان نحمد الله و نستغفره إذا نصرنا و فتح علينا و قال بعضهم لا ندري و لم يقل بعضهم شيئا فقال لي يا ابن عباس ا كذاك تقول قلت لا قال فما تقول قلت هو اجل رسول الله صلى الله عليه و سلم اعلمه الله له إذا جاء نصر الله و الفتح فتح مكة فذاك علامة اجلك فسبح بحمد ربك و استغفره انه كان توابا قال عمر ما أعلم منها الا ما تعلم حدثنا سعيد بن شرحبيل حدثنا الليث عن المقبري عن أبى شريح العدوى انه قال لعمرو بن سعيد و هو يبعث البعوث إلى مكة ائذن لي أيها الامير أحدثك قولا قام به رسول الله صلى الله عليه و سلم الغد من يوم الفتح سمعته اذناى و وعاه قلبى و أبصرته عيناي حين تكلم به انه حمد الله و اثنى عليه ثم قال ان مكة حرمها الله و لم يحرمها الناس لا يحل لامرئ يومن بالله و اليوم الآخر ان يسفك بها دما و لا يعضد بها شجرا فان احد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها فقولوا له ان الله اذن لرسوله و لم يأذن لكم و انما اذن لي فيها ساعة من نهار و قد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالامس و ليبلغ الشاهد الغائب

فقيل لابى شريح ماذا قال لك عمرو قال قال انا أعلم بذلك منك يا ابا شريح ان الحرم لا يعيذ عاصيا و لا فارا بدم و لا فارا بخربة قال أبو عبد الله الخربه البلية حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبى حبيب عن عطاء بن أبى رباح عن جابر ابن عبد الله رضى الله عنهما ان سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول عام الفتح و هو بمكة ان الله و رسوله حرم بيع الخمر باب مقام النبي صلى الله عليه و سلم بمكة زمن الفتح حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان ح و حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن يحيى بن أبى اسحق عن أنس رضى الله عنه قال أقمنا مع النبي صلى الله عليه و سلم عشرا نقصر الصلاة حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله قال أخبرنا عاصم عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أقام النبي صلى الله عليه و سلم بمكة تسعة عشر يوما يصلى ركعتين حدثنا احمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن عاصم عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أقمنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر تسع عشرة نقصر الصلاة و قال ابن عباس و نحن نقصر ما بيننا و بين تسع عشرة فإذا زدنا أتممنا باب و قال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صعير و كان النبي صلى الله عليه و سلم قد مسح وجهه عام الفتح حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهرى عن سنين أبى جميلة قال أخبرنا و نحن مع ابن المسيب قال و زعم أبو جميلة انه ادرك النبي صلى الله عليه و سلم و خرج معه عام الفتح حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبى قلابة عن عمرو بن سلمة قال قال لي أبو قلابة الا تلقاه فتسأله قال فلقيته فسألته فقال كنا بما ممر الناس و كان يمر بنا الركبان فنسألهم ما للناس ما للناس ما هذا الرجل فيقولون يزعم ان الله أرسله أوحى اليه أو أوحى الله بكذا فكنت احفظ ذلك الكلام و كأنما يغرى في صدري و كانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح فيقولون اتركوه

و قومه فانه ان ظهر عليهم فهو نبى صادق فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم و بدر أبى قومى بإسلامهم فلما قدم قال جئتكم و الله من عند النبي صلى الله عليه و سلم حقا فقال صلوا صلاة كذا في حين كذا وصلوا كذا في حين كذا فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم و ليؤمكم أكثركم قرآنا فنظروا فلم يكن احد أكثر قرآنا منى لما كنت اتلقى من الركبان فقدموني بين أيديهم و انا ابن ست أو سبع سنين و كانت على بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني فقالت إمرأة من الحى الا تغطوا عنا است قارئكم فاشتروا فقطعوا لي قميصا فما فرحت بشيء فرحى بذلك القميص حدثني عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم و قال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير ان عائشة قالت كان عتبة بن أبى وقاص عهد إلى اخيه سعد ان يقبض ابن وليدة زمعة و قال عتبة انه ابنى فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة في الفتح اخذ سعد بن أبى وقاص ابن وليدة زمعة فأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و اقبل معه عبد بن زمعة فقال سعد هذا ابن اخى عهد إلى انه ابنه قال عبد بن زمعة يا رسول الله هذا اخى هذا ابن وليدة زمعة ولد على فراشه فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى ابن وليدة زمعة فإذا اشبه الناس بعتبة بن أبى وقاص فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو لك هو اخوك يا عبد بن زمعة من اجل انه ولد على فراشه و قال رسول الله صلى عليه و سلم احتجبى منه يا سودة لما رأى من شبه عتبة بن أبى وقاص قال ابن شهاب قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الولد للفراش و للعاهر الحجر و قال ابن شهاب و كان أبو هريرة يصيح بذلك حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهرى أخبرني عروة بن الزبير ان إمرأة سرقت في عهد رسول الله

صلى الله عليه و سلم في غزوة الفتح ففزع قومها إلى اسامة بن زيد يستشفعونه قال عروة فلما كلمه اسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أ تكلمني في حد من حدود الله قال اسامة استغفر لي يا رسول الله فلما كان العشى قام رسول الله صلى الله عليه و سلم خطيبا فأثني على الله بما هو أهله ثم قال اما بعد فانما أهلك الناس قبلكم انهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه و إذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد و الذى نفس محمد بيده لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ثم امر رسول الله صلى الله عليه و سلم بتلك المرأة فقطعت يدها فحسنت توبتها بعد ذلك و تزوجت قالت عائشة فكانت تأتيني بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا عاصم عن أبى عثمان حدثني مجاشع قال اتيت النبي صلى الله عليه و سلم بأخي بعد الفتح فقلت يا رسول الله جئتك بأخي لتبايعه على الهجرة قال ذهب أهل الهجرة بما فيها فقلت على اى شيء تبايعه قال أبايعه على الاسلام و الايمان و الجهاد فلقيت ابا معبد بعد و كان أكبرهما فسألته فقال صدق مجاشع حدثنا محمد بن أبى بكر حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا عاصم عن أبى عثمان النهدي عن مجاشع بن مسعود انطلقت بأبي معبد إلى النبي صلى الله عليه و سلم ليبايعه على الهجرة قال مضت الهجرة لاهلها أبايعه على الاسلام و الجهاد فلقيت ابا معبد فسألته فقال صدق مجاشع و قال خالد عن أبى عثمان عن مجاشع انه جاء بأخيه مجالد حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبى بشر عن مجاهد قلت لا بن عمر رضى الله عنهما انى أريد ان أ هاجر إلى الشام قال لا هجرة و لكن جهاد فانطلق فاعرض نفسك فان وجدت شيأ و الا رجعت و قال النضر أخبرنا شعبة أخبرنا أبو بشر قال سمعت مجاهدا قلت لا بن عمر فقال لا هجرة اليوم أو بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم مثله حدثني اسحق بن