كم بين الحق و الباطل ؟ و كم بين السماء و الارض ؟ و كم بين المشرق و المغرب ؟ و عن هذا المحو الذي في القمر . و عن قوس قزح . و عن هذه المجرة . و عن أول شيء انتضح على وجه الارض . و عن أول شيء اهتز عليها و عن العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين و المشركين ( 1 ) . و عن المؤنث . و عن عشرة أشياء بعضها أشد من بعض ؟ . فقال الحسن عليه السلام : يا أخا أهل الشام بين الحق و الباطل أربع أصابع ، ما رأيت بعينيك فهو الحق و قد تسمع باذنيك باطلا كثيرا . و بين السماء و الارض دعوة المظلوم و مد البصر ( 2 ) فمن قال هذا فكذبه . و بين المشرق و المغرب يوم مطرد للشمس تنظر إلى الشمس حين تطلع و تنظر إليها حين تغرب من قال هذا فكذبه . و أما هذه المجرة فهي أشراج السماء ، مهبط الماء المنهمر على نوح عليه السلام ( 3 ) . و أما قوس قزح : فلا تقل : قزح فإن قزح شيطان و لكنها قوس الله و أمان من الغرق ( 4 ) . و أما المحو الذي في القمر فإن ضوء القمر كان مثل ضوء الشمس فمحاه الله . و قال في كتابه : " فمحونا آية الليل و جعلنا آية النهار مبصرة ( 5 ) " . و أما أول شيء انتضح على وجه الارض فهو وادي دلس ( 6 ) . و أما أول شيء اهتز على وجه الارض فهي النخلة . و أما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين فهي عين يقال :
1 - أى و عن العين التي تأوي اليه أرواح المشركين . 2 - فلا يمكن تحديدها . 3 - المجرة : هى البياض المعترض في السماء و السواد من جانبيها ، قوامها نجوم كثيرة لا تدرك بمجرد البصر و انما ينتشر ضوؤها فيرى كانه بقعة بيضاء و العامة يسميها درب التبانة و يقال لها بالفارسية : ( كهكشان ) . و الا شراج جمع الشرج - بالتحريك - : عرى العيبة و الانشقاق في القوس . و الهمر : صب الماء بشدة . والانهمار : الانصباب . و مهبط الماء المنهمر إشارة إلى قول الله عز و جل : " فكذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا - إلى قوله - : ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر " سورة القمر آية 12 . 4 - قوس قزح : طرائق منقوشة بالوان من صفرة و خضرة و حمرة تبدوا في السماء . و لا يفصل قزح من قوس و لا تنصرف لانه اسم شيطان قاله ابن عباس رضى الله عنه . و هو يتكون من تكسر أشعة النور على قطرات الماء أو البخار و يظهر من الجهة المقابلة للشمس من الفلك . 5 - سورة الاسراء آية 12 . 6 - انتضح أى ظهر و ارتفع . و الدلس - محركة - : الظلمة و اختلاط الظلام .