تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم

اب‍ی‌ م‍ح‍م‍د ال‍ح‍س‍ن ‌ب‍ن‌ ع‍ل‍ی ‌ب‍ن‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ ب‍ن‌ ش‍ع‍ب‍ه‌ ال‍ح‍ران‍ی‌؛ مصحح:‌ ع‍ل‍ی‌ اک‍ب‍ر غ‍ف‍اری‌

نسخه متنی -صفحه : 516/ 251
نمايش فراداده

لسانك و دحضت حجتك و عييت عن الجواب و بشرت بالنار و استقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم و تصلية جحيم ( 1 ) . و اعلم يا ابن آدم أن ما وراء هذا أعظم و أفظع و أوجع للقلوب يوم القيامة ذلك يوم مجموع له الناس و ذلك يوم مشهود ( 2 ) يجمع الله فيه الاولين و الآخرين يوم ينفخ في الصور و يبعثر فيه القبور ( 3 ) ذلك يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ( 4 ) ذلك يوم لا تقال فيه عثرة ( 5 ) و لا تؤخذ من أحد فدية و لا تقبل من أحد معذرة و لا لاحد فيه مستقبل توبة ، ليس إلا الجزاء بالحسنات و الجزاء بالسيئات ، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده . و من كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده . فاحذروا أيها الناس من الذنوب و المعاصي ما قد نهاكم الله عنها ( 6 ) و حذركموها في الكتاب الصادق و البيان الناطق و لا تأمنوا مكر الله و تدميره ( 7 ) عندما يدعوكم الشيطان اللعين إليه من عاجل الشهوات و اللذات في هذه الدنيا ، فإن الله يقول : " إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ( 8 ) " و أشعروا قلوبكم خوف الله و تذكروا ما [ قد ] وعدكم في مرجعكم إليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد عقابه ، فإنه من خاف شيئا حذره و من حذر شيئا تركه ( 9 )

1 - النزل ما هيئ للضيف قبل أن ينزل . و الحميم الشراب المغلى في قدور جهنم .

2 - اشارة إلى قوله عز و جل في سورة هود آية 105 .

3 - يوم بعثرت أى قلبت فاخرج ما فيها .

4 - إشارة إلى قوله عز و جل في سورة المؤمن آية 18 . و الازفة القيامة و سميت بها لازافتها أى قربها .

5 - " تقال " من الاقالة و هي فسخ البيع .

6 - لفظة " من " بيان للموصول بعده يعنى " ما " أو الموصول بدل من الذنوب .

7 - التدمير : الاهلاك . و فى الامالي [ و لا تأمنوا مكر اله و شدة أخذه و تدميره ] و فى الروضة [ و لا تأمنوا مكر الله و تحذيره و تحديده ] بدون " تدميره " .

8 - سورة الاعراف آية 200 .

9 - في بعض النسخ و فى الامالي [ نكله ] .