تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم

اب‍ی‌ م‍ح‍م‍د ال‍ح‍س‍ن ‌ب‍ن‌ ع‍ل‍ی ‌ب‍ن‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ ب‍ن‌ ش‍ع‍ب‍ه‌ ال‍ح‍ران‍ی‌؛ مصحح:‌ ع‍ل‍ی‌ اک‍ب‍ر غ‍ف‍اری‌

نسخه متنی -صفحه : 516/ 4
نمايش فراداده

من علوم السادة عليهم السلام على حكم بالغة و مواعظ شافية و ترغيب فيما يبقى ، و تزهيد فيما يفنى ، و وعد و وعيد ، و حض على مكارم الاخلاق و الافعال و نهي عن مساويهما ، و ندب إلى الورع و حث على الزهد . و وجدت بعضهم عليهم السلام قد ذكروا جملا من ذلك فيما طال من وصاياهم و خطبهم و رسائلهم و عهودهم ، و روي عنهم في مثل هذه المعاني ألفاظ قصرت و انفردت معانيها و كثرت فائدتها و لم ينته إلي لبعض علماء الشيعة في هذه المعاني تأليف أقف عنده و لا كتاب اعتمد عليه و أستغني به يأتي على ما في نفسي منه . فجمعت ما كانت هذه سبيله و أضفت إليه ما جانسه و ضاهاه و شاكله و ساواه من خبر غريب أو معنى حسن متوخيا ( 1 ) بذلك وجه الله - جل ثناؤه - و طالبا ثوابه و حاملا لنفسي عليه و مؤدبا لها به ( 2 ) و حملها منه على ما فيه نجاتها شوق الثواب و خوف العقاب ، و منبها لي وقت الغفلة و مذكرا حين النسيان و لعله أن ينظر فيه مؤمن مخلص فما علمه منه كان له درسا و ما لم يعلمه استفاده فيشركني في ثواب من علمه و عمل به ، لما فيه من أصول الدين و فروعه و جوامع الحق و فصوله و جملة السنة و آدابها و توقيف الائمة و حكمها و الفوائد البارعة و الاخبار الرائقة ( 3 ) و أتيت على ترتيب مقامات الحجج عليهم السلام و أتبعتها بأربع وصايا شاكلت الكتاب و وافقت معناه . و أسقطت الاسانيد تخفيفا و إيجازا و إن كان أكثره لي سماعا و لان أكثره آداب و حكم تشهد لانفسها و لم أجمع ذلك للمنكر المخالف بل ألفته للمسلم للائمة ، العارف بحقهم ، الراضي بقولهم ، الراد إليهم . و هذه المعاني أكثر من أن يحيط بها حصر و أوسع من أن يقع عليها حظر و فيما ذكرناه مقنع لمن كان له قلب ، و كاف لمن كان له لب .

1 - في بعض النسخ [ متوجها ] .

(2) أى كنت مؤدبا لنفسي بسبب تلكم المواعظ .

3 - البارعة مونث البارع من برع أى فاق علما أو جمالا أو فضيلة أو ذلك من الاوصاف . و الرائق من الروق : الفضل من الشيء .