تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم

اب‍ی‌ م‍ح‍م‍د ال‍ح‍س‍ن ‌ب‍ن‌ ع‍ل‍ی ‌ب‍ن‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ ب‍ن‌ ش‍ع‍ب‍ه‌ ال‍ح‍ران‍ی‌؛ مصحح:‌ ع‍ل‍ی‌ اک‍ب‍ر غ‍ف‍اری‌

نسخه متنی -صفحه : 516/ 349
نمايش فراداده

احتجاجه عليه السلام على الصوفية لما دخلوا عليه

و أسهم لصغيرهم و كبيرهم و ذكرهم و أنثاهم و فقيرهم و شاهدهم و غائبهم و لانهم إنما اعطوا سهمهم لانهم قرابة نبيهم و التي لا تزول عنهم . الحمد لله الذي جعله منا و جعلنا منه . فلم يعط رسول الله صلى الله عليه و آله أحدا من الخمس غيرنا و غير حلفائنا و موالينا ، لانهم منا و أعطى من سهمه ناسا لحرم كانت بينه و بينهم معونة في الذي كان بينهم . فقد أعلمتك ما أوضح الله من سبيل هذه الانفال الاربعة و ما وعد من أمره فيهم و نوره بشفاء من البيان و ضياء من البرهان ، جاء به الوحي المنزل و عمل به النبي المرسل صلى الله عليه و آله . فمن حرف كلام الله أو بد له بعد ما سمعه و عقله فإنما إثمه عليه و الله حجيجه فيه ( 1 ) . و السلام عليك و رحمة الله و بركاته . ( احتجاجه عليه السلام على الصوفية لما دخلوا عليه فيما ) ( ينهون عنه من طلب الرزق ) دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله عليه السلام فرأى عليه ثيابا بيضا كأنها غرقئ البياض ( 2 ) فقال له : إن هذا ليس من لباسك . فقال عليه السلام له : اسمع مني و ع ما أقول لك فإنه خير لك عاجلا و آجلا ان كنت أنت مت على السنة و الحق و لم تمت على بدعة . أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان في زمان مقفر جشب ( 3 ) فإذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها . و مؤمنوها لا منافقوها . و مسلموها لا كفارها . فما أنكرت يا ثوري ، فو الله - إني لمع ما ترى - ما أتى علي مذ عقلت صباح و لا مساء و لله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعا إلا وضعته . فقال : ثم أتاه قوم ممن يظهر التزهد ( 4 ) و يدعون الناس أن يكونوا معهم على

1 - الحجيج : الغالب بإظهار الحجة .

2 - رواه الكليني ( ره ) في الكافى ج 1 ص 345 من الفروع و فيه [ غرقئ البيض ] و الغرقئ - كزبرج - : القشر الرقيقة الملتصقة ببياض البيض و فى بعض النسخ من الكتاب [ غرقى البياض ] .

3 - القفر : خلو الارض من الماء و الكلاء . و الجشب - بفتح فسكون أو كسر - من الطعام : الغليظ الخشن . و فى الكافى [ مقفر جدب ] و الجدب : انقطاع المطر و يبس الارض .

4 - في الكافى [ يظهرون الزهد ] .