تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم

اب‍ی‌ م‍ح‍م‍د ال‍ح‍س‍ن ‌ب‍ن‌ ع‍ل‍ی ‌ب‍ن‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ ب‍ن‌ ش‍ع‍ب‍ه‌ ال‍ح‍ران‍ی‌؛ مصحح:‌ ع‍ل‍ی‌ اک‍ب‍ر غ‍ف‍اری‌

نسخه متنی -صفحه : 516/ 5
نمايش فراداده

فتأملوا معاشر شيعة المؤمنين ما قالته أئمتكم عليهم السلام و ندبوا إليه و حضوا عليه . و انظروا إليه بعيون قلوبكم ، و اسمعوه بآذانها ، وعوه بما وهبه الله لكم و احتج به عليكم من العقول السليمة و الافهام الصحيحة و لا تكونوا كأنداكم ( 1 ) الذين يسمعون الحجج اللازمة و الحكم البالغة صفحا و ينظرون فيها تصفحا ( 2 ) و يستجيدونها قولا و يعجبون بها لفظا ، فهم بالموعظة لا ينتفعون و لا فيما رغبوا يرغبون و لا عما حذروا ينزجرون ، فالحجة لهم لازمة و الحسرة عليهم دائمة . بل خذوا ما ورد إليكم عمن فرض الله طاعته عليكم و تلقوا ما نقله الثقات عن السادات بالسمع و الطاعة و الانتهاء إليه و العمل به ، و كونوا من التقصير مشفقين و بالعجز مقرين . و اجتهدوا في طلب ما لم تعلموا ، و اعملوا بما تعلمون ليوافق قولكم فعلكم ، فبعلومهم النجاة و بها الحياة ، فقد أقام الله بهم الحجة و أقام ( 3 ) بمكانهم المحجة و قطع بموضعهم العذر ، فلم يدعوا لله طريقا إلى طاعته و لا سببا إلى مرضاته و لا سبيلا إلى جنته إلا و قد أمروا به و ندبوا إليه و دلوا عليه و ذكروه و عرفوه ظاهرا و باطنا و تعريضا و تصريحا ، و لا تركوا ما يقود إلى معصية الله و يدني من سخطه و يقرب من عذابه إلا و قد حذروا منه و نهوا عنه و أشاروا إليه و خوفوا منه لئلا يكون للناس على الله حجة ، فالسعيد من وفقه الله لاتبعاعهم و الاخذ عنهم و القبول منهم و الشقي من خالفهم و اتخذ من دونهم وليجة ( 4 ) و ترك أمرهم رغبة عنه إذ كانوا العروة الوثقى و حبل الله الذي أمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله بالاعتصام و التمسك به ، و سفينة النجاة و ولاة الامر ، الذين فرض الله طاعتهم فقال : " أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و اولي الامر منكم ( 5 ) " و الصادقين الذين

1 - النديد من الند و هو الضد و النظير - و المراد به ههنا الاول .

2 - في بعض النسخ [ صفحا ] .

3 - كذا و الظاهر : أنار .

(4) الوليجة : البطانة .

5 - النساء - 58 .