تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم

اب‍ی‌ م‍ح‍م‍د ال‍ح‍س‍ن ‌ب‍ن‌ ع‍ل‍ی ‌ب‍ن‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ ب‍ن‌ ش‍ع‍ب‍ه‌ ال‍ح‍ران‍ی‌؛ مصحح:‌ ع‍ل‍ی‌ اک‍ب‍ر غ‍ف‍اری‌

نسخه متنی -صفحه : 516/ 496
نمايش فراداده

يا موسى إذا رأيت الغنى مقبلا فقل : ذنب عجلت عقوبته ، و إذا رأيت الفقر مقبلا فقل : مرحبا بشعار الصالحين . و لا تكن جبارا ظلوما و لا تكن للظالمين قرينا . يا موسى ما عمر و إن طال يذم آخره ، و ما ضرك ما زوي عنك إذا حمدت مغبته ( 1 ) . يا موسى صرح الكتاب صراحا ( 2 ) بما أنت إليه صائر ، فكيف ترقد على هذا العيون ، أم كيف يجد قوم لذة العيش لو لا التمادي في الغفلة ( 3 ) و التتابع في الشهوات و من دون هذا جزع الصديقون . يا موسى مر عبادي يدعوني على ما كانوا بعد أن يقروا بي أني أرحم الراحمين ، أجيب المضطرين ( 4 ) ، و أكشف السوء ، و أبدل الزمان ، و آتي بالرخاء ، و أشكر اليسير ، و أثيب بالكثير ، و أغني الفقير ، و أنا الدائم العزيز القدير ، فمن لجأ إليك و انضوى إليك من الخاطئين ( 5 ) فقل : أهلا و سهلا بأرحب الفناء نزلت بفناء رب العالمين و استغفر لهم و كن [ لهم ] كأحدهم و لا تستطل عليهم بما أنا أعطيتك فضله ، و قل لهم فيسألوني من فضلي و رحمتي ، فإنه لا يملكها أحد غيري و أنا ذو الفضل العظيم ، كهف الخاطئين و جليس المضطرين ( 6 ) و مستغفر للمذنبين ، إنك مني بالمكان الرضي ، فادعني بالقلب النقي و اللسان الصادق ، و كن كما أمرتك ، أطع أمري و لا تستطل على عبادي بما ليس منك مبتدؤه . و تقرب إلي ، فإني منك قريب ، فإني لم أسألك ما يؤذيك ثقله و لا حمله . إنما سألتك أن تدعوني فاجيبك . و أن تسألني فأعطيك و أن تتقرب بما مني أخذت تأويله و على تمام تنزيله . يا موسى أنظر إلى الارض فإنها عن قريب قبرك . و ارفع عينيك إلى السماء فإن

1 - زوى : صرف . و المغبة - بالفتح و تشديد الباء - : العاقبة .

2 - في الروضة [ يا موسى صرح الكتاب إليك صراحا ] و فى بعض نسخها بالخاء المعجمة .

3 - زاد في الروضة [ و الاتباع للشقوة ] .

4 - في الروضة [ يجيب المضطرين ] .

5 - انضوى إليه : انضم .

6 - في الروضة [ طوبى لك يا موسى كهف الخاطئين وأخ المذنبين و جليس المضطرين ] .