الكبر . و من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه ( 1 ) بالقليل من العمل . و من [ ي ] رغب في الدنيا فطال فيها أمله أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها . و من زهد فيها فقصر فيها أمله أعطاه الله علما بغير تعلم و هدى بغير هداية فأذهب ( 2 ) عنه العمي و جعله بصيرا ، ألا إنه سيكون بعدي أقوام لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل و التجبر ، و لا يستقيم لهم الغنى إلا بالبخل ، و لا تستقيم لهم المحبة في الناس إلا باتباع الهوى و التيسير في الدين ( 3 ) ألا فمن أدرك ذلك فصبر على الفقر و هو يقدر على الغنى و صبر على الذل و هو يقدر على العز و صبر على البغضاء في الناس و هو يقدر على المحبة لا يريد بذلك إلا وجه الله و الدار الآخرة أعطاه الله ثواب خمسين صديقا . و قال صلى الله عليه و آله : إياكم و تخشع النفاق و هو أن يرى الجسد خاشعا و القلب ليس بخاشع . و قال صلى الله عليه و آله : المحسن المذموم مرحوم . و قال صلى الله عليه و آله : إقبلوا الكرامة و أفضل الكرامة الطيب ، أخفه حملا و أطيبه ريحا . و قال صلى الله عليه و آله : إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو ذي حسب ( 4 ) . و جهاد الضعفاء الحج و جهد المرأة حسن التبعل لزوجها . و التودد نصف الدين . [ و ] ما عال إمرء قط على اقتصاد . و استنزلوا الرزق ( 5 ) بالصدقة . أبى الله أن يجعل رزق عباده المؤمنين من حيث يحتسبون ( 6 ) . و قال صلى الله عليه و آله : لا يبلغ عبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس .
1 - في بعض النسخ [ عنه ] . 2 - في بعض النسخ [ و أذهب ] . 3 - أى المسامحة و المماطلة في أمر الدين . 4 - الصنيعة : الاحسان . و جمعه الصنائع . و فى الروايات : لا يصلح الصنيعة الا عند ذي حسب أو دين . 5 - في بعض النسخ [ و استزادوا الرزق ] . 6 - قال الله تعالى " و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب . سورة الطلاق : 3 .