مجمع الزوائد و منبع الفوائد

علی بن ابی بکر الهیثمی؛ ب‍ت‍ح‍ری‍ر ال‍ع‍راق‍ی‌، اب‍ن‌ح‍ج‍ر

جلد 7 -صفحه : 351/ 68
نمايش فراداده

المقدسة فوجدوا فيها مدينة فيها قوم جبارون خلقهم خلق منكر و ذكر من تمارهم أمرا عجيبا فقالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين لا طاقة لنا بهم و لا ندخلها ما داموا فيها فان يخرجوا منها فانا دلخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما من الجبارين آمنا بموسى فخرجا إليه فقالا نحن أعلم بقومنا إن كنتم إنما تخافون من أجسامهم وعدتهم فلنهم لا قلوب لهم و لا منعة عليهم فادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فانكم غالبون و يقول ناس إنهما من قوم موسى و زعم عن سعيد بن جبير أتهما من الجبابرة آمنا بموسى يقول من الذين يخافون إنما عني بذلك الذين يخافهم بنو إسرائيل قالوا يا موسى اذهب أنت و ربك فقاتلا إنا قاعدون فأعضبوا موسى فدعا عليهم و سماهم فاسقين و لم يدع عليهم قبل ذلك لما راى منهم من المصية و اساءتهم حتى كان يومئذ فاستجاب الله له فيهم و سماهم فاسقين و حرمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الارض يصحون كل يوم فيسيرون ليس لهم قرار ثم ظلل عليهم الغمام في التيه و أنزل عليهم المن و السلوى و جعل لهم ثيابا لا تبلى و لا تنسج و جعل بينهم حجرا مربعا و أمر موسى فضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا في كل ناحية ثلاث أعين و أعلم كل سبط عينهم التي يشربون منها لا يرتحلون من منقلة إلا وجدوا ذلك الحجر فيهم بالمكان الذي بالامس .

رفع ابن عباس هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه و سلم و صدق ذلك عندي أن معوية سمع ابن عباس حدث هذا الحديث فأنكره عليه أن يكون هذا الفرعوني افشى على موسى أمر القتيل الذي قتل فكيف يفشى عليه و لم يكن علم به و لا ظهر عليه إلا الاسرائيلي الذي حضر ذلك فغضب ابن عباس و أخذ بيد معاوية فذهب به إلى سعد بن مالك الزهرى فقال يا أبا اسحق هل تذكر و يوم حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتيل موسى الذي قتله الاسرائيلي الذي افشى عليه أم الفرعوني فقال انما أفشى عليه الفرعوني بما سمع من الاسرائيلي الذي شهد ذلك و حضره .

رواه أبو يعلى و رجاله رجال الصحيح أصغ بن زيد و القسم بن أيوب و هما ثقتان .

قوله تعالى ( و لقد عهدنا إلى