مکاتیب الرسول (ص)

علی الأحمدی المیانجی

جلد 1 -صفحه : 637/ 152
نمايش فراداده

ذلك يا عمرو ؟ قلت كان النجاشي يخرج له خراجا فلما اسلم النجاشي و صدق بمحمد صلى الله عليه و اله قال لا و الله و لو سألني درهما واحدا ما أعطيته ، فبلغ هرقل قوله فقال له اخوه اتدع عبدك لا يخرج لك خراجا و يدين دينا محدثا ؟ فقال هرقل رجل رغب في دين و اختاره لنفسه ما اصنع به ، و الله لو لا الضن بملكى لصنعت كما صنع قال أنظر ما تقول يا عمرو قلت و الله صدقتك .

قال عبد : فاخبرني ما الذي يأمر به و ينهى عنه ؟ قلت يأمر بطاعة الله عز و جل و ينهى عن معصيته ، و يأمر بالبر وصلة الرحم ، و ينهى عن الظلم و العدوان ، و عن الزنا و شرب الخمر و عن عبادة الحجر و الوثن و الصليب ، فقال ما أحسن هذا الذي يدعو اليه لو كان اخى يتابعنى لركبنا حتى نؤمن بمحمد و نصدق به ، و لكن اخى اضن بملكه من ان يدعه و يصير ذنبا ، قلت انه ان اسلم ملكه رسول الله صلى الله عليه و اله على قومه ، فاخذ الصدقة من غنيهم فردها على فقيرهم ، قال ان هذا لخلق حسن ، و ما الصدقة ؟ فاخبرته بما فرض رسول الله صلى الله عليه و اله من الصدقات في الاموال ، و لما ذكرت المواشي قال يا عمرو و يؤخذ من سوائم مواشينا التي ترعى في الشجر و ترد المياه ؟ فقلت نعم ، فقال و الله ما ارى قومى في بعد دارهم و كثرة عددهم يطيعون بهذا .

قال عمرو : فمكثت أياما بباب جيفر ، و قد أوصل اليه اخوه خبرى ، ثم انه دعاني فدخلت عليه فاخذ اعوانه بضبعي قال : دعوه فذهبت لاجلس فابوا ان يدعونى فنظرت اليه فقال تكلم بحاجتك ، فدفعت اليه كتابا مختوما ففض خاتمه فقرئه ثم دفعه إلى اخيه فقرئه ثم قال : الا تخبرني عن قريش كيف صنعت ؟ فقلت تبعوه اما راغب في الدين أو راهب مقهور بالسيف ، قال و من معه ؟ قلت الناس قد رغبوا في الاسلام ، و اختاروه على غيره ، و عرفوا بعقولهم مع هدى الله إياهم انهم كانوا في ضلال مبين ، فما أعرف احدا بقي غيرك فى هذه الخرجة ، و أنت ان لم تسلم اليوم و تتبعه تطؤك الخيول ، و تبيد خضراؤك فاسلم تسلم ، و يستعملك على قومك ، و لا تدخل عليك الخيل و الرجال ، قال دعني يومى هذا و أرجع إلى غدا .

فلما كان الغد اتيت اليه فأبى ان يأذن لي فرجعت إلى اخيه فاخبرته انى لم أصل اليه فاوصلنى اليه فقال : انى فكرت فيما دعوتني اليه ، فإذا انا اضعف العرب