رجعة أو العودة الی الحیاة الدنیا بعد الموت

السید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 99/ 17
نمايش فراداده

الرجعة في الاُمم السابقة :

إحياء قوم من بني إسرائيل :

قال تعالى : ( ألم تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَهُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقَالَ لَهُم اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أحيَاهُم إنَّ اللهَ لذُو فَضلٍ على النَّاسِ وَلَكِنَّ أكثَرَ النَّاسِ لايَشكُرُونَ ) (1).

فجميع الروايات الواردة في تفسير هذه الآية المباركة تدل على أنَّ هؤلاء ماتوا مدة طويلة ، ثم أحياهم الله تعالى ، فرجعوا إلى الدنيا ، وعاشوا مدة طويلة .

قال الشيخ الصدوق : كان هؤلاء سبعين ألف بيت ، وكان يقع فيهم الطاعون كلّ سنة ، فيخرج الاَغنياء لقُوّتهم ، ويبقى الفقراء لضعفهم ، فيقلّ الطاعون في الذين يخرجون ، ويكثر في الذين يقيمون ، فيقول الذين يقيمون : لو خرجنا لما أصابنا الطاعون ، ويقول الذين خرجوا ، لو أقمنا لاَصابنا كما أصابهم .

فأجمعوا على أن يخرجوا جميعاً من ديارهم إذا كان وقت الطاعون ، فخرجوا بأجمعهم ، فنزلوا على شط البحر ، فلمّا وضعوا رحالهم ناداهم الله : موتوا ، فماتوا جميعاً ، فكنستهم المارّة عن الطريق ، فبقوا بذلك ماشاء الله .

ثم مرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل يقال له أرميا (2)، فقال : لو شئت

____________

(1) سورة البقرة 2 : 243 .

(2) في رواية الشيخ الكليني في الكافي 8 : 170 | 237 عن الاِمام الباقر عليه السلام ورواية السيوطي عن السدّي عن أبي مالك وغيره : يقال له حزقيل .