رجعة أو العودة الی الحیاة الدنیا بعد الموت

السید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 99/ 30
نمايش فراداده

وبعبارة أُخرى أنّ ما يدلُّ على منافاة الحشر الخاص ليوم القيامة ، هو أنّ هذه الآية تدلُّ على حشر فوج من كلِّ أُمّة من أُمم البشرية ممّن كان يكذّب بآيات الله ، و ( من ) في قوله تعالى ( مِن كلِّ أُمّة ) تفيد التبعيض ، وهذا يعني الاستثناء ، وقد دلنا الكتاب الكريم في آيات عديدة على أنّ حشر القيامة لا يختصّ بقوم دون آخرين ، ولا بجماعة دون أُخرى، بل يشمل الجميع دون استثناء ( ويومَ يَحشُرُهُم جميعاً ) (1)، فطالما حصل الاستثناء فإنَّ ذلك لا يتعلق بأحداث يوم القيامة الذي ينهي الحياة برمّتها على وجه الاَرض ، ومن خلال ما تقدم اتضح الكلام عن دلالة الآية الثانية التي ذكرناها كعلامة بين يدي الساعة .

إذن فالآية تأكيد لحدوث الرجعة التي تعتقد بها الشيعة الاِمامية في حق جماعة خاصة ممّن محضوا الكفر أو الاِيمان ، وتعني عودة هذه الجماعة للحياة قبل يوم القيامة ، أما خصوصيات هذه العودة وكيفيتها وطبيعتها وما يجري فيها ، فلم يتحدث عنها القرآن الكريم ، بل جاء تفصيلها في السُنّة المباركة ، فإنّ صحت الاَخبار بها توجّب قبولها والاعتقاد بها ، وإلاّ وجب طرحها (2).

استدلال الاَئمة عليهم السلام :

لقد استدل أئمة الهدى من آل البيت عليهم السلام بهذه الآية على صحة الاعتقاد بالرجعة ، فقد روي عن أبي بصير ، أنّه قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : « ينكر أهل العراق الرجعة ؟ » قلتُ : نعم ، قال : « أما يقرأون القرآن ( ويومَ

____________

(1) سورة الانعام 6 : 128 .

(2) راجع نقض الوشيعة ، للسيد محسن الاَمين : 473 طبعة 1951 م .