بدایة والنهایة

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

جلد 13 -صفحه : 416/ 382
نمايش فراداده

المسند المعمر الرحالة

أرغون بن أبغا ملك التتار

بالمدرسة الدخوانية الطبية ، و في هذا الشهر درس جلال الدين الخبازي بالخاتونية البرانية ( 1 ) ، و جمال الدين بن الناصر بقي بالفتحية ، و برهان الدين الاسكندري بالقوصية التي بالجامع ، و الشيخ نجم الدين الدمشقي بالشريفية عند حارة الغرباء .و فيها أعيدت الناصرية إلى الفارقي و فيه درس بالامينية القاضي نجم الدين بن صصرى بعد ابن الزملكاني ، و أخذت منه العادلية الصغيرة لكمال الدين بن الزملكاني .

و ممن توفي فيها من الاعيان : أرغون بن أبغا ملك التتار كان شهما شجاعا سفاكا للدماء ، قتل عمه السلطان أحمد بن هولاكو ، فعظم في أعين المغول فلما كان في هذه السنة مات من شراب شربه فيه سهم ، فاتهمت المغول اليهود به - و كان وزيره سعد الدولة بن الصفي يهوديا - فقتلوا من اليهود خلقا كثيرا ، و نهبوا منهم أموالا عظيمة جدا في جميع مدائن العراق ، ثم اختلفوا فيمن يقيمونه بعده ، فمالت طائفة إلى كيختو فأجلسوه على سرير المملكة ، فبقي مدة ، قيل سنة و قيل أقل من ذلك ، ثم قتلوه و ملكوا بعده بيدرا .و جاء الخبر بوفاة أرغون إلى الملك الاشرف و هو محاصر عكا ففرح بذلك كثيرا ، و كانت مدة ملك أرغون ثمان سنين ( 2 ) ، و قد وصفه بعض مؤرخي العراق بالعدل و السياسة الجيدة .

المسند المعمر الرحالة فخر الدين بن النجار ( 3 ) و هو أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي المعروف بإبن النجار ( 3 ) ، ولد في سلخ أو مستهل سنة ست و سبعين و خمسمأة ، و سمع الكثير و رحل مع أهله ، و كان رجلا صالحا عابدا زاهدا ورعا ناسكا ، تفرد بروايات كثيرة لطول عمره ، و خرجت له مشيخات و سمع منه الخلق الكثير و ألجم الغفير ، و كان منصوبا لذلك حتى كبر و أسن و ضعف عن الحركة ، و له شعر حسن ، منه قوله : تكررت السنون علي حتى بليت و صرت من سقط المتاع و قل النفع عندي أني أعلل بالرواية و السماع

1 - و هي بدمشق وقفتها زمرد خاتون أخت الملك دقاق صاحب دمشق ، وأم شمس الملوك اسماعيل و محمود و زوجة تاج الملوك بوري توفيت سنة 557 ه ( الدارس 1 / 502 ) .

2 - في السلوك 1 / 776 : نحو سبع سنين .

( مختصر أبي الفداء 4 / 26 ) .

3 - في السلوك و تذكرة النبيه و شذرات الذهب : ابن البخاري .