الشيخ العابد جلال الدين جلال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن زين الدين محمد بن أحمد بن محمود بن محمد العقيلي المعروف بإبن القلانسي ، ولد سنة أربع و خمسين و ستمأة ، و سمع على ابن عبد الدائم جزء ابن عرفة ، و رواه مرة ، و سمع على غيره أيضا ، و اشتغل بصناعة الكتابة و الانشاء ثم انقطع و ترك ذلك كله و أقبل على العبادة و الزهادة ، و بني له الامراء بمصر زاوية و ترددوا إليه ، و كان فيها بشاشة و فصاحة ، و كان ثقيل السمع ، ثم انتقل إلى القدس و قدم دمشق مرة فاجتمع به الناس و أكرموه ، و حدث بها ثم عاد إلى القدس و توفي بها ليلة الاحد ثالث ذي القعدة ، و دفن بمقابر ما ملي رحمه الله ، و هو خال المحتسب عز الدين بن القلانسي ، و هذا خال الصاحب تقي الدين بن مراحل .
الشيخ الامام قطب الدين محمد بن عبد الصمد بن عبد القادر السنباطي المصري ، اختصر الروضة ( 1 ) و صنف كتاب التعجيز و درس بالفاضلية ( 2 ) و ناب في الحكم بمصر ، و كان من أعيان الفقهاء ، توفي يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجة عن سبعين سنة ، و حضر بعده تدريس الفاضلية ضياء الدين المنادي ، نائب الحكم بالقاهرة و حضر عنده ابن جماعة ، و الاعيان و الله أعلم .
ثم دخلت سنة ثلاث و عشرين و سبعمأة استهلت بيوم الاحد في كانون الاصم ، و الحكام هم المذكورون في التي قبلها ، أن والي البر بدمشق هو الامير علاء الدين علي بن الحسن المرواني ، باشرها في صفر من السنة الماضية .
و في صفر من هذه السنة بأشر ولاية المدينة الامير شهاب الدين بن يرق عوضا عن صارم الدين الجوكنداري و في صفر عوفي القاضي كريم الدين وكيل السلطان من مرض كان قد أصابه ، فزينت القاهرة و أشعلت الشموع و جمع الفقراء بالمارستان المنصوري ليأخذوا من صدقته ، فمات بعضهم من الزحام في سلخ ربيع الاول ، و درس الامام العلامة المحدث تقي الدين السبكي الشافعي بالمنصورية بالقاهرة عوضا عن قاضي جمال الدين الزرعي ، بمقتضى انتقاله إلى دمشق ، و حضر عنده علاء الدين شيخ الشيوخ القونوي الشافعي عوضا عن النجم ابن صصرى ، في يوم الجمعة رابع جمادى الاولى ، فنزل العادلية و قد قدم على القضاة و مشيخة الشيوخ و قضاء العساكر وتدريس العادلية و الغزالية و الاتابكية .
1 - و هو كتاب الروضة في الفروع للامام يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة 676 ه ( كشف الظنون 1 / 929 ) . 2 - المدرسة الفاضلية بالقاهرة بناها القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني سنة 580 ه و وقفها على الشافعية و المالكية ( أنظر المواعظ و الاعتبار للمقريزي 2 / 396 ) .