بدایة والنهایة

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

جلد 14 -صفحه : 367/ 120
نمايش فراداده

ثم دخلت سنة ثلاث و عشرين و سبعمائة

الشيخ الامام قطب الدين

الشيخ العابد جلال الدين

الشيخ العابد جلال الدين جلال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن زين الدين محمد بن أحمد بن محمود بن محمد العقيلي المعروف بإبن القلانسي ، ولد سنة أربع و خمسين و ستمأة ، و سمع على ابن عبد الدائم جزء ابن عرفة ، و رواه مرة ، و سمع على غيره أيضا ، و اشتغل بصناعة الكتابة و الانشاء ثم انقطع و ترك ذلك كله و أقبل على العبادة و الزهادة ، و بني له الامراء بمصر زاوية و ترددوا إليه ، و كان فيها بشاشة و فصاحة ، و كان ثقيل السمع ، ثم انتقل إلى القدس و قدم دمشق مرة فاجتمع به الناس و أكرموه ، و حدث بها ثم عاد إلى القدس و توفي بها ليلة الاحد ثالث ذي القعدة ، و دفن بمقابر ما ملي رحمه الله ، و هو خال المحتسب عز الدين بن القلانسي ، و هذا خال الصاحب تقي الدين بن مراحل .

الشيخ الامام قطب الدين محمد بن عبد الصمد بن عبد القادر السنباطي المصري ، اختصر الروضة ( 1 ) و صنف كتاب التعجيز و درس بالفاضلية ( 2 ) و ناب في الحكم بمصر ، و كان من أعيان الفقهاء ، توفي يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجة عن سبعين سنة ، و حضر بعده تدريس الفاضلية ضياء الدين المنادي ، نائب الحكم بالقاهرة و حضر عنده ابن جماعة ، و الاعيان و الله أعلم .

ثم دخلت سنة ثلاث و عشرين و سبعمأة استهلت بيوم الاحد في كانون الاصم ، و الحكام هم المذكورون في التي قبلها ، أن والي البر بدمشق هو الامير علاء الدين علي بن الحسن المرواني ، باشرها في صفر من السنة الماضية .

و في صفر من هذه السنة بأشر ولاية المدينة الامير شهاب الدين بن يرق عوضا عن صارم الدين الجوكنداري و في صفر عوفي القاضي كريم الدين وكيل السلطان من مرض كان قد أصابه ، فزينت القاهرة و أشعلت الشموع و جمع الفقراء بالمارستان المنصوري ليأخذوا من صدقته ، فمات بعضهم من الزحام في سلخ ربيع الاول ، و درس الامام العلامة المحدث تقي الدين السبكي الشافعي بالمنصورية بالقاهرة عوضا عن قاضي جمال الدين الزرعي ، بمقتضى انتقاله إلى دمشق ، و حضر عنده علاء الدين شيخ الشيوخ القونوي الشافعي عوضا عن النجم ابن صصرى ، في يوم الجمعة رابع جمادى الاولى ، فنزل العادلية و قد قدم على القضاة و مشيخة الشيوخ و قضاء العساكر وتدريس العادلية و الغزالية و الاتابكية .

1 - و هو كتاب الروضة في الفروع للامام يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة 676 ه ( كشف الظنون 1 / 929 ) .

2 - المدرسة الفاضلية بالقاهرة بناها القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني سنة 580 ه و وقفها على الشافعية و المالكية ( أنظر المواعظ و الاعتبار للمقريزي 2 / 396 ) .