بدایة والنهایة

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

جلد 14 -صفحه : 367/ 363
نمايش فراداده

وفاة قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن حاتم الشافعي

مما يتعلق بأمر بغداد

جماعة من الامراء مع الامير سيف الدين طيبغا الطويل ، فبرز إليهم إلى قبة القصر ( 1 ) فالتقوا معه هنالك ، فقتل جماعة و جرح آخرين ، و انفصل الحال على مسك طيبغا الطويل و هو جريح ، و مسك أرغون السعردي الدويدار ، و خلق من أمراء الالوف و الطبلخانات ، و جرت خبطة عظيمة استمر فيها الامير الكبير يلبغا على عزه و تأييده و نصره و الله الحمد و المنة .

و في ثاني رجب يوم السبت توجه الامير سيف الدين بيد مر الذي كان نائب دمشق إلى الديار المصرية بطلب الامير يلبغا ليؤكد أمره في دخول البحر لقتال الفرنج و فتح قبرص إن شاء الله ، انتهى و الله تعالى أعلم .

مما يتعلق بأمر بغداد أخبرني الشيخ عبد الرحمن البغدادي أحد رؤساء بغداد و أصحاب التجارات ، و الشيخ شهاب الدين العطار - السمسار في الشرب بغدادي أيضا - أن بغداد بعد أن أستعادها أويس ملك العراق و خراسان من يد الطواشي مرجان ، و استحضره فأكرمه و أطلق له ، فاتفقا أن أصل الفتنة من الامير أحمد أخو الوزير ، فأحضره السلطان إلى بين يديه و ضربه بسكين في كرشه فشقه ، و أمر بعض الامراء فقتله ، فانتصر أهل السنة لذلك نصرة عظيمة ، و أخذ خشبته أهل باب الازج فأحرقوه و سكنت الامور و تشفوا بمقتل الشيخ جمال الدين الانباري الذي قتله الوزير الرافضي فأهلكه الله بعده سريعا انتهى .وفاة قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن حاتم ( 1 ) الشافعي و في العشر الاول من شهر شعبان قدم كتاب من الديار المصرية بوفاة قاضي القضاة بدر الدين محمد ( 2 ) بن جماعة بمكة شرفها الله ، في العاشر من جمادى الآخرة و دفن في الحادي عشر في باب المعلى و ذكروا أنه توفي و هو يقرأ القرآن ، و أخبرني صاحب الشيخ محيي الدين الرحبي حفظه الله تعالى أنه كان يقول كثيرا : أشتهي أن أموت و أنا معزول ، و أن تكون وفاتي بأحد الحرمين ، فأعطاه الله ما تمناه : عزل نفسه في السنة الماضية ، و هاجر إلى مكة ، ثم قدم المدينة لزيارة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم عاد إلى مكة ، و كانت وفاته بها في الوقت المذكور ، فرحمه الله وبل بالرحمة ثراه .

و قد

1 - في الجوهر الثمين 2 / 223 : قبة النصر ، و كان ذلك صبيحة يوم السبت سابع عشر جمادى الآخرة كما في السلوك 3 / 116 .

و يعلل المقريزي سبب الخلاف هو ابعاد طيبغا الطويل و توليته نيابة دمشق فرفض و كان ذلك يوم الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة ( السلوك 3 / 115 ) ثم أفرج عنه السلطان بشفاعة الامراء فيه و قدم طيبغا الطويل إلى القاهرة من معتقله يوم الثلاثاء ثامن شعبان ، و في آخره رسم السلطان لطيبغا بالخروج إلى القدس الشريف بطالا ( السلوك 3 / 120 النجوم الزاهرة 11 / 32 ) .

2 - كذا بالاصل ، و هو قاضي القضاة عز الدين أبو عمر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الاصل ، الدمشقي المولد الشافعي .

( شذرات الذهب 6 / 208 ) .