رسالة فی حدیث أصحابی کالنجوم

السید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 427/ 301
نمايش فراداده

4 - كان مدلّساً : وهو ـ مضافاً إلى ذلك ـ كان مدلّساً :

قال عبدالله بن أحمد :

« سمعت أبي يقول : لم يسمع مالك بن أنس من بكير بن عبدالله شيئاً ، وقد حدّثنا وكيع عن مالك عن بكير بن عبدالله . قال أبي : يقولون : إنّها كتب ابنه »(1).

وقال الخطيب في ذكر شيء من أخبار بعض المدلّسين :

« ويقال : إن ما رواه مالك بن أنس عن ثور بن زيد عن ابن عبّاس ، كان ثور يرويه عن عكرمة عن ابن عبّاس ، وكان مالك يكره الرواية عن عكرمة فأسقط اسمه من الحديث وأرسله .

وهذا لا يجوز ، وإن كان مالك يرى الاحتجاج بالمراسيل ، لأنه قد علم ان الحديث عمّن ليس بحجة عنده . وأمّا المرسل فهو أحسن حالة من هذا ، لانه لم يثبت من حال من أرسل عنه أنه ليس بحجّة »(2).

5 - اجتماعه بالأمراء وسكوته عن منكراتهم : وكان مالك في غاية الفقر والشدّة ، حتى ذكروا أنه باع خشبة سقف بيته (3) .

ولكن حاله تبدّلت وتحسّنت منذ أن أصبح بخدمة السلطات والحكّام ، فكانت الدنانير تدرّ عليه بكثرة ، حتى أنه أخذ من هارون ألف دينار وتركها لورّاثه (4).

ومن الطبيعي حينئذٍ أن يكون مطيعاً للسلاطين ، مشيداً لسياستهم ، ساكتاً عن منكراتهم ومظالمهم ....

(1) العلل ومعرفة الرجال ـ لأحمد بن حنبل ـ 1|44.

(2) الكناية في علم الرواية : 365 .

(3) ترتيب المدارك ـ ترجمته ، الديباج المذهّب : 25 .

(4) العقد الفريد 1|274 .