رسالة فی حدیث أصحابی کالنجوم

السید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 427/ 365
نمايش فراداده

3 - أعطاها حلّة وقال : انطلقي بهذه ...!

(3) قال ابن سعد عن الواقدي وغيره : « ثم أمر ببردٍ فطواه وقال : انطلقي بهذا ... ».

وفي لفظ المحب الطبري عن ابن إسحاق : « فدعاها فاعطاها حلّة وقال : انطلقي بهذه... » وذلك « لينظر إليها » . ولذا قالت لما رجعت إلى أبيها : « ما نشر البرد ولا نظر إلا إلي » .

وهذا ما استقبحه بعضهم كسبط ابن الجوزي كما سيأتي ....

ولم يتعرض له آخر في روايته... روى أبو بشر الدولابي : « فدعا أمّ كلثوم وهي يومئذٍ صبيّة فقال : انطلقي إلى أميرالمؤمنين فقولي له : إن ابي يقرؤك السلام ويقول لك : إنا قد قضينا حاجتك التي طلبت ... » .

وروى الخطيب : « خطب إلى عليّ أم كلثوم فقال : أنكحنيها . فقال علي : إني لأرصدها لابن أخي عبدالله بن جعفر. فقال عمر : انكحنيها ، فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصده ، فانكحه عليّ ، فاتى عمر المهاجرين ... » .

4 - أمر بها فزينّت

(4) قضية أن علياً عليه السلام امر بأم كلثوم « فصنعت » كما في رواية ابن سعد عن الواقدي ، و« فزيّنت » في رواية الخطيب عن عقبه بن عامر ، وانه « كشف عن ساقها » في رواية ابن عبد البرّ وغيره عن الإمام الباقر!! فظيعة بالغة في الفظاعة إلى أبعد الحدود !!

ألا يستحي هؤلاء الوضّاعون من نسبة هذه الصنيعة الشنيعة ـ التي لو سمعها واحدّ من عوام الناس لنفر منها وآستنكرها ـ إلى إمام الأئمة؟!

ألا يستحون من وضعها على لسان الإمام الباقر عليه إلسلام؟!

من هنا ترى بعضهم يحرّفون الكلمة كابن الأثير حيث ذكر : « ووضع يده عليها » وكالدولابي والمحب الطبري حيث ذكرا في لفظ : « فأخذ عمر بذراعها » وفي آخر : « فأخذها عمر فضمّها إليه » .

وبعضهم ـ كالحاكم والبيهقي ـ لم يذكروا شيئاً من ذلك... قال المحبّ الطبري بعد حديث من ذاك القبيل : « وخرج ابن سمان معناه ولفظه مختصرا... » فكان ما خرجه خلواً من ذلك (1) .

وبعضهم يكذب ذلك كلّه بصراحة كسبط ابن الجوزي ـ المتوفى سنة 654 هجرية ـ حيث يقول :

« وذكر جدّي في كتاب المنتظم : أن علياً بعثها إلى عمر لينظرها ، وأن عمر كشف ساقها ولمسها بيده .

قلت : وهذا قبيح والله ، لو كانت أمة لما فعل بها هذا.

ثم بإجماع المسلمين لا يجوز لمس الأجنبية ، فكيف ينسب عمر إلى هذا؟! »(2) قلت : وليس اللمس فقط! ففي رواية الخطيب التقبيل والأخذ بالساق !!

(1) انظر : ذخائر العقبى : 169 .

(2) تذكرة خواص الأمّة : 321 .