رسالة فی حدیث أصحابی کالنجوم

السید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 427/ 421
نمايش فراداده

(1) نظرات في أسانيد الخبر

قد ذكرنا أهم أسانيد الخبر في كتب القوم... وقبل الورود في النظر في أسانيده لا بدّ من أن نشير إلى أمور :

1 - إن هذا الخبر مما أعرض عنه البخاري ومسلم ولم يخرجاه في كتابيهما المعروفين بالصحيحين ، وكم من حديث صحيح سنداً لم يأخذ القوم به معتذرين باتفاق الشيخيي على تركه !

2 - انه خبر غير مخرّج في شيء من سائر الكتب المعروفة عندهم بالصحاح ، فهو خبر اتفق أرباب الصحاح الستة وغيرهم على تركه !

3 - انه خبر غير مخرّج في شيء من المسانيد المعتبرة كمسند أحمد بن حنبل ، وقد نقلوا عن أحمد أن ما ليس في المسند فليس بصحيح !

4 - انه قد صرّح غير واحدٍ من رواة هذا الخبر بغرابته؛ قال الحاكم : « ذكر الاعتصام بالسنّة في هذه الخطبة غريب » وقد نص على صحة سند الخطبة المشتملة على الاعتصام بالعترة ، وقال السجزي ـ كما في » كنز العمال » ـ : « غريب جداً » .

ثم لننظر في أسانيده في الكتب المذكورة :

سنده في الموطّأ

سند الخبر في الموطّأ :

وعمدة ما في الباب هو رواية مالك في الموطّأ ، وهنا بحوث ثلاثة :

الأول :

البحث عن الموطأ. قال كاشف الظنون : « هو كتاب قديم مبارك ، قصد فيه جمع الصحيح ، لكن إنما جمع الصحيح عنده لا على اصطلاح أهل الحديث ، لأنه يرى المراسيل والبلاغات صحيحة. كذا في النكت الوفيّة »(1).

« وقال السيوطي : « صرّح الخطيب وغيره بان ( الموطأ ) مقدّم على كل كتاب من الجوامع والمسانيد » ثم قال : « فعلى هذا هو بعد صحيح الحاكم »(2).

وقال السيوطي : « قال ابن حزم في كتاب مراتب الديانة : أحصيت ما في موطأ مالك ، فوجدت فيه من المسند خمسمائة ونيفا ، وفيه ثلاثمائة ونيّف مرسلاً ، وفيه نيّف وسبعون حديثا قد ترك مالك نفسه العمل بها ، وفيه أحاديث ضعيفة وهّاها جمهور العلماء »(3).

الثاني :

ترجمة مالك. ومالك بن أنس مقدوح مجروح من جهات ، نذكر بعضها باختصار :

1 - كونه من الخوارج. قال أبو العبّاس المبرّد في بحث له حول الخوارج :

« وكان عدّة من الفقهاء ينسبون إليهم ، منهم عكرمة مولى ابن عباس ، وكان يقال ذلك في مالك بن أنس ، ويروي الزبيريون : أن مالك بن أنس كان يذكر عثمان وعلياً وطلحة والزبير فيقول : والله ما اقتتلوا إلاّ على الثريد الأعفر » (4) .

2 - كونه من المدلّسين. ذكر ذلك الخطيب البغدادي في أخبار بعض المدلّسين (5).

3 - اجتماعه بالأمراء وسكوته عن منكراتهم. فقد قال عبدالله بن أحمد :

(1) كشف الظنون 2|1907 .

(2) تدريب الراوي 1|83 .

(3) تنوير الحوالك 1|9 .

(4) الكامل في الأدب 1|159 .

(5) الكفاية في علم الرواية : 365 .