رسالة فی حدیث أصحابی کالنجوم

السید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 427/ 6
نمايش فراداده

الثالث : لا إفراط ولا تفريط : فإنهم أجمعوا على أن الصحابة كسائر الناس فيهم العادل والفاسق ، المؤمن والمنافق ، وأن الصحبة ليست بوحدها ـ وإن كانت شرفاً ـ مقتضية عصمتهم ونفي القبيح عنهم ، والقرآن مشحون بذكر المنافقين من الصحابة ، الذين آذوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأقوالهم وافعالهم في نفسه وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام ...

والأحاديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم في ذم بعضهم كثيرة ...

وكتب الحديث والآثارمشحونه بردّ بعضهم على بعض ، وتكذيب بعضهم بعضاً ، وطعن بعضهم في رواية بعض ...

وأما أئمّة الحديث وكبارالتابعين فتلك اراؤهم بالنسبة إلى بعض الصحابة مسجلة في كتب الرجال والتاريخ :

فقد سئل مالك بن أنس : « عمن أخذ بحديثين مختلفين حدثه بهما ثقة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتراه من ذلك في سعة؟ فقال : لا والله حتى يصيب الحق ، ما الحق إلآ في واحد ، قولان يكونان صواباً ؟ ما الحق وما الصواب إلا في واحد »(1).

وعنه أنه سئل عن اختلاف الصحابة فقال :

« خطأ وصواب ، فانظر في ذلك »(2) .

وعن أبي حنيفة :

« الصحابة كلهم عدول ما عدا رجالا ، ثم عدّ منهم أبا هريرة وأنس بن مالك »(3).

وعن الشافعي :

(1) احكام الاحكام لابن حزم .

(2) جامع بيان العلم لابن عبد البر.

(3) شرح نهح البلاغة لابن أبي الحديد.