همسات للآخرة

السید سامی خضرة

نسخه متنی -صفحه : 2/ 2
نمايش فراداده

بسم الله الرحمن الرحيم

همسات للآخرة

سامي بن محمد خضرة

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمات ، قليلة في عددها ، عظيمة في مضمونها ، لأنها مستفادة من الينابيع الإلهية . كلمات ، ما رجعت إليها يوماً ، إلا ازددتُ هداية ، و غلبتُ شيطاناً ، و انتصرت على الهوى ، و استعنتُ بها على مصاعب و متاعب الحياة . . كلمات ، لن أكتمها عنك لمحبتي بك ، و لحرمة كتمانها . . . فلا تمنعها عن أحبائك : فتخونهم و تظلمهم . كلمات ، همسات ، أضعها بين يديك ، لتزرعها في قلوب الآخرين ، و تسقيها بإخلاصك و عملك . . . و تقطف ثمارها يوم يقوم الناس لرب العالمين . همسات ، أحتاج أن أُرددها ، لأعمل بها . . و تحتاج أن تسمعها ، لتعمل بها . . . . . . هي همسات للآخرة من حان رحيله سامي بن حسن خضرة

همسات في

طهارة البدن والروح

اتق الله في الخلوات ، الشاهد هو الحاكم .

إذا أردت أن يزيد رزقك ، أكثر من الصدقة .

امتثل بالصالحين الذين مضوا ، الذين كانوا مُدبرين عن الدنيا و هي مُقبلةٌ أشد من إقبالنا على الدنيا و هي مُدبرة .

احرص على أن تبقى على وضوء دائماً ، في الليل و النهار ، في الحضر و السفر .

إذا وجب عليك الغسل ، فلا تخرج من منزلك و لا تأكل حتى تغتسل .

كن دائماً على طهارة أي على وضوء ، لتكن من {رجالٌ يُحبُّون أن يتطهَّروا و الله يحبُّ المطَّهَّرين }/التوبة آية 108 .

لا تتحرك بحركة إلا من الله و إلى الله عز وجل . . . و اعلم أنَّك في عين الله سبحانه

همسات في هوى النفس

لا تعص الله تعالى إلا بنعمة ليست منه !! وأي نعمة ليست منه سبحانه و تعالى ؟!

إذا اقترفت الذنوب و تابع الله عليك النِّعم ، فاعلم أنَّ هذا إمهال و ليس إهمالاً من الله سبحانه . . . و استعذْ بالله من أن يكون هذا استدراجاً .

أصلح سريرتك يتكفَّل اللهُ بعلانَّيتك .

لا يغْب عن بالك أنَّ {من عفا و أصلح فأجره على الله } /الشورى آية 40 .

بع دنياك بآخرتك ، تربح الدنيا و الآخرة ، و لا تبع الآخرة بالدنيا ، فتخسر الآخرة و الدنيا .

قلل من الشهوات ، تقنع بما عندك .

تجنب الذنوب ، يسهل عليك الموت ، و تشتاق للقاء الله تعالى .

إياك و ما تختارهُ النفس . . . . إلا أن يكون شرع الله تعالى معها .

كن دوماً لنفسك لوماً معاتباً ، ولا تُسلِّمها لهواها .

إذا كنت على شهرة ، فأنت على خطر عظيم .

لا تُبارز الله سبحانه بمعصية ، و لا تكن لله خصيماً .

لا تكن خصماً لنفسك على ربِّك ، لتستزيده في رزقك و جاهك ، و لكن كن خصيماً لربِّك على نفسك . . . .

همسات في الإخلاص

من رحمة الله تعالى أنه يعطي الدنيا من يُحبُّ و يُبغض ، و لا يعطي الآخرة إلا من يحب .

اجعل مالك و ما تملك لخدمة دينك ، و لا تجعل دينك خادماً لمالك .

كنْ ورعاً في دين الله سبحانه ، و اعمل بالاحتياط ما وجدتَ إلى ذلك سبيلاً .

إحذر أن تكون من الذين يأكلون الدنيا بالدين . . . . أي أنْ تفعلَ أو تقول شيئاً عن الدين. . . لتحصل على شيء من الدنيا تتبوؤُهُ ، و العياذ بالله تعالى .

لا يكن عزك بالدينار و الدولار ، بل بالله سبحانه و برسوله و المؤمنين .

كن غيوراً لله تعالى و في الدين ، و إذا انتُهكت المحارمُ لا سمح الله ، و إذا اعتُديَ على المسلمين ، وإِذا عُصيَ الله في أرضه . . . . و لا تكن غيوراً لعصبيَّتك الحيوانية و تبعاً لهواك .

حولَك قومٌ من أهل الجاه و (المسؤولية) مَنْ لو أطَعْتَهم عصيْت الله ، و لو عصَيْتَهم أطعتَ الله تعالى . فإن اتَّقيتَ الله عز وجل عصمك من فلان ، و لن يعصمك فلان من الله إنْ لم تَّتق .

همسات في السلوك الفردي

ليكن لك كل يوم سجدة طويلة أو أكثر .

حاول أن تستقبل القبلة عند نومك ، بأن تنام على جانبك الأيمن ، و وجهك إلى القبلة الشريفة .

إذا سمعت المؤذن فقل مثلما يقول .

ليكن لك سَمتُ الصالحين ( هيئة أهل الخير ) .

عظِّم الله جلَّ شأنه إِذا تشرَّفتَ بذكره ، كأن تقول : عزَّ وجلَّ أو سبحانه وتعالى .

انتظِرْ وقت الصلاة و ترقَّبْه ، فإذا دخل ، قُمْ إِلى الصلاة تاركاً كلَّ عمل آخر ، و لا تعرفْ بعدها أحدا .

سمِّ باسم الله عند كلِّ أمورِك : عند نوِمك وأكلك و شربك و فعلك .

اجعل في بيتك مكاناً مسجداً تصلي عنده .

اقرأ القرآن كل يوم ، فإذا آيةً فانظر أين أنت منها ، و كن أنت المخاطب عند { يا أيها الناس } أو { يا أيها الذين آمنوا } .

احرص على أن يكون بينك و بين الله تعالى عملٌ لا يعلم به إلا هو سبحانه . . . و اكتفِ به شاهداً .

هنيئاً لمن دخل إلى أهله ، فإن قُدم إليه طعامٌ أكل ، و إلا سكت ، و لا يسأل شيئاً ، و لا يطلب شيئاً .

أكثر من قول { لا إله إلا الله } فلو أنَّ السموات السبع و عُمّارهن و الأرضين السبع في كفَّه و { لا إله إلا الله } في كفَّة مالت بهنَّ { لا إله إلا الله } .

عليك بكثرة السجود كل يوم ، بسبب و بدونه .

تحرَّ دوماً أفعال و أعمال رسولك محمد (ص) و أهل بيته (ع) ، و تقيد بها . . . . وكن من الذين يُحيون السنة و يُميتون البِدعة كإمام زمانك (عج) .

إذا قمت من نومك خُرَّ لله تعالى ساجداً شاكراً أن أحياك بعد أنْ أماتك ، و أرسل روحك إلى أجل مسمى وقُلْ الحمد لله الذي أحياني بعد أن أماتني وما شاء فعل .

لا تُسرف بالمياه ولو كنت علة نهرٍ جار أو كان الماء متوفراً في بيتك . . . و في ذلك آثار تربوية و اجتماعية .

همسات في العلاقات الاجتماعية

تنبه من حديثي النعمة و شطحاتهم .

كن واعظاً للناس بلسان فعلك ، لا بلسان قولك .

لا تأكل و هناك عينٌ تنظرُ إليك ، من غير أن يأكل صاحبها معك و لو لقمة .

اترك فضول الكلام و القيل و القال وكن من { الذين هم عن اللغو معرضون } المؤمنون آية 3 .

لا تُقهقِهْ أبداً ، رافعاً صوتك ، و عليك بالتبسُّم فحسب .

عاشِر الناس معاشرةً : إن غِبتَ حنُّوا إليك ، و إِن متَّ بكوا عليك .

كن بالخير موصوفاً ، و لا تكتفي بأن تكون للخير وصّافا .

خُذْ العبرة مما يقع حولك من أحداث و وقائع .

لا تتصنع في الكلام و نطق الحروف على غير عادة قومك .

صرح لأخيك بحبك إياه . . . و مهما أحبك فيما بعد ، كان حبه متولداً عن حبك إياه .

تذكر دوماً أن الله سبحانه يسأل عن يسأل الصادقين عن صدقهم فقلل من الكلام إن لم تضطر إليه ، هذا مع صدقه ، فكيف بغيره ؟ و اعلم أنْ اعتنى بالفردوس و النار ، شُغل عن القيل و القال .

إياك ممن لا يجدُ عليك ناصراً إلا الله تعالى .

لا زلت في مأمنٍ من الناس ، حتى تنازعهم ما في أيديهم وما هم عليه من جاه . . . فإن فعلتَ ، أبغضوك و مقتوك

أوصِ أهلك و نساءَ المؤمنين بالحفاظ على حجابهن وأن يكون الجلباب واسعاً غير ملون و لا متكلف الأشكال ( الموديلات ) .

أوصِ نساء المؤمنين خاصة الأجيال الناشئة منهنَّ أن لا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ، و أن لا يخرجن من بيوتهن إلا لضرورة ، و أن يغضضن من أبصارهن على كل حال .

لا تلبس ما يسمى "بالشورت" أمام الناس و لا تتجول به في الشوارع كما يفعل أهل الجاهلية هذه الأيام . . . فهذه عادة سيئة يكثر انتشارها و لا إيمان من لا حياء له كما عن مولانا صادق آل محمد عليهم السلام .

لا تُكثرُ الكلام فيما يعنيك ، و لا تتكلم قط فيما لا يعنيك . . . . وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم ؟

همسات في المسؤولية

إذا كنت مسؤولاً عن قوم أو جماعة أو أمة ، فابك على نفسك من هذا البلاء ، و اطلب العون و التسديد من الله عزّ وجل . . . فإذا صفَّقوا لك أو وقفوا أو ارتفعت صلواتُهم تعظيماً لشأنك ، فتذكر :

أن كل واحد منهم يُسأل عن نفسه يوم القيامة ، و أنت وحدك تُسأل عنهم كلّهم .

أما إذا كنت أميناً على شيء من مال المسلمين ، فاذكر :

أن الرجل إذا أسرف في ماله حُجر عليه و مُنع من التصرف ، فكيف بمن أسرف في مال المسلمين ؟!

المال الذي يأتيك تُحاسب عليه ، فلا تغتر به ، و اليوم الذي يأتيك يختزل من عمرك يوماً فلا تكن من الغافلين .

في الدعاء

إياك و دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها و بين الله حجاب .

إذا دعوت ربك كن كمسكين يستطعم .

لا تنس أن خزائن الله سبحانه مملوءةٌ لا تنفذ أبداً .

اسأل الله عز وجل العافية ما استطعت ، عافية الدنيا و الآخرة .

كن مع ربك سبحانه كمن أتى إلى كريم لا يُردُ سائلاً . . . . وهو الله سبحانه أكرم الكرماء ، فكيف يردُّ سائليه ؟

همسات في الجهاد

ما دام اليهوديُّ موجوداً فلا تأمن فُجأته ، ولا تدعْ محاربته .

حافظ على سلاحك و قوَّتك ، فقد { ودَّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم و أمتعتكم فيميلون عليكم ميلةً واحدة }/النساء آية 102 .

إن كنت ذا يُسرٍ فاجعل للجهاد و المجاهدين آلةً و سلاحاً أو سيارة أو محركاً أو جهاز اتصال أو مدفعاً . . . لُيستعمل عند الثغور .

إنه تعالى يعلم أعداءنا ، و كتب على نفسه أنه ينصر الذين آمنوا كما ينصرُ رُسله و هو سبحانه القائل { إنا لننصُرُ رُسُلَنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا } / غافر آية 51 .

اجعل نجاتك بوعد الله عز وجل { حقاً علينا نُنْجِ المؤمنين } /يونس آية 103

وذلك ، بعد أخذ الفتوى من المرجع الجامع للشرائط ، فهو (أخذ الفتوى) تكليف المؤمنين في زمن غيبة الإمام المعصوم ، أرواحنالمقدمه الفداء .

همسات في سفر الآخرة

إذا وقفت على المقابر ، فاذكر أن فيها الشاب و الهرم ، و الغني و الفقير : أين خُدامهم؟ أين حُجَّابهم ؟ أين حاشيتُهم ؟ أين القصور من تلك القبور ؟

تذكرْ ، أنه لم يبق لك أبٍ حي ، بدءاً بسيدنا آدم عليه السلام . . . . و أنت لاحقٌ بهم .

لا تقل : غداً غداً ، فلعلك لا تدرك غداً ، و لا تدري متى إلى الله تصير .

قف على باب الجبانة يوماً ، و عد الموتى . . . . كيف يدخلون و لا يخرجون ، و تأمل فيمن فارق الأحباب و ما يُحبُ فراقهم ، و من سكن التراب و لا يُحب سكناه.

لا تنم من غير وصية ، و إن كنت على صحة من جسمك .

لو كُشف لك ما بقي من أجلك ، لزهدت بطول أملك .

استعد للسفر إلى الدار التي سافر إليها أبوك و أجدادك .

تذكر دوماً أن الموت أيضاً عليك كُتب . . . . و أن من تُشيعه اليوم ، غداً تلحق به ، و كلنا إليه راجعون .

تذكر أنه لا بد لك من قرين يُدفنُ معك و هو حيُّ ، و تدفن معه و أنت ميت ، وهو عملك . . . .

و ليس أمامك إلا جنة أو النار .

تأكد أن كل يوم يمضي ، يُنقصُ من عمرك يوماً . . . . فإذا جف القلم لا ينفع الندم تم و الحمد لله رب العالمين

و الفاتحة على أرواح المؤمنين و المؤمنات

الأحياء منهم و الأموات