إرشاد العقول إلی مباحث الأصول

محمد حسین الحاج العاملی

جلد 1 -صفحه : 655/ 141
نمايش فراداده

أدلة الأخباري على عدم حجّية ظواهر الكتاب

الذين نسب إليهم عدم حجّية ظواهر الكتاب إلاّ بعد تفسير الإمام، وهي وجوه أشار إليها في الكفاية:

1. اختصاص فهم القرآن بأهله

يظهر من مذاكرة الإمام أبا حنيفة وقتادة أنّ القرآن فوق فهمهما وانّه لا يفهم القرآن إلاّ من خوطب به.

1. روى شبيب بن أنس، عن بعض أصحاب أبي عبد اللّهعليه السَّلام ـ في حديث ـ أنّ أبا عبد اللّهعليه السَّلام قال لأبي حنيفة :

«أنت فقيه العراق؟» قال: نعم، قال: «فبم تفتيهم؟» قال: بكتاب اللّه وسنّة نبيّه. قال: «يا أبا حنيفة! تعرف كتاب اللّه حقّمعرفته، وتعرف الناسخ والمنسوخ؟» قال: نعم، قال: «يا أبا حنيفة لقد ادّعيت علماً ما جعل اللّه ذلك إلاّ عند أهل الكتاب الذين أُنزل عليهم، ويلك، ولا هو إلاّ عند الخاص من ذريّة نبيّنا محمّد، وما ورثك اللّه عن كتابه حرفاً».(1)

والسند ضعيف، لعدم توثيق شبيب بن أنس الوارد فيه، وللإرسال في آخره، لكن ربّما يؤيد المضمون قوله سبحانه:(ثُمَّ أَورَثْنَا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَالْفَضْلُالْكَبير )(2) بناء على أنّالمراد من الكتاب هو القرآن، ومن المصطفين هو أئمّة أهل البيت عليهم السَّلام ومن الوراثة هو فهمه، والكلّقابل للتأمل.

وعلى كلّ تقدير فالرواية تردّعلى المستبدين بالقرآن الذين يفسّرونه ويفتون به من دون مراجعة إلى من نزل القرآن في بيوتهم حتى يعرفوا ناسخه ومنسوخه،

1 . الوسائل: الجزء 18، الباب 6 من أبواب صفات القاضي، الحديث 27.

2 . فاطر:32.