إرشاد العقول إلی مباحث الأصول

محمد حسین الحاج العاملی

جلد 1 -صفحه : 655/ 434
نمايش فراداده

نقل نظريات الشيخ حول القاعدة

بالدليل الصحيح من علائم الإيمان كما أنّالمراد من الحديث الثاني هو التفريق بين الوعد والوعيد، فانّالأوّل لازم الوفاء دون الثاني فهو ناظر إلى مسألة كلامية فالمعتزلة على لزوم الوفاء بالوعيد مثل الوعد، والإمامية على خلافهم.

نعم روى ابن فهد في عدّة الداعي عن غير طرقنا مرفوعاً إلى جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: قال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : «من بلغه من اللّه فضيلة فأخذ بها إيماناً باللّه، ورجاء ثوابه أعطاه اللّه ذلك وإن لم يكن كذلك».(1)

هذا ما وقفنا عليه من الروايات وإنّما المهم دراسة دلالتها، وتحقيق مضامينها، وقد اختلفت كلمتهم في تفسيرها إلى وجوه واحتمالات لا يساعد أكثرها الفهم العرفي، فنذكر المهم.

1. نظرية الشيخ الأنصاري

وحاصل نظريته: انّهذه الأخبار لا تدل إلاّ على ثبوت الأجر للعامل، ولا يدل على استحباب العمل، وبالتالي لا يمكن تصحيح العمل العبادي المردّد بين الاستحباب وغير الوجوب بهذه الأخبار.

ثمّإنّه قدَّس سرَّه أخذ في توضيح مقصوده وقال: إنّ الظاهر من هذه الأخبار كون العمل متفرعاً على البلوغ، وكونه الداعي على العمل، ويؤيّده تقييده في غير واحد من تلك الأخبار بطلب قول النبي والتماس الثواب الموعود، ومن المعلوم انّ العقل مستقل باستحقاق هذا العامل، المدحَ والثواب وحينئذ إن كان الثابت في تلك الأخبار، هو أصل الثواب كانت مؤكدة لحكم العقل بالاستحقاق ـ إلى أن قال : ـ وإن كان الثابت بهذه الأخبار خصوص الثواب البالغ كما هو ظاهر بعضها فهو وإن كان مغائراً لحكم العقل باستحقاق أصل الثواب على هذا العمل، إلاّ

1 . عدة الداعي:13.