غزوة تبوك وهي آخر غزواته ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ والمائدة نزلت قبلها في غزوة المريسيع، فأين النسخ للمسح.(1)
ولا يخفى ما في كلامه من الوهن .
أمّا أوّلاً: فانّ ما ذكره لا يخلو من المغالاة في القول، إذ أي ملازمة بين عدم تجويز المسح على الخفّين والخروج عن حظيرة الإسلام وليس في المسألة إلاّ خبر واحد كخبر المغيرة، غير المفيد علماً ولا قطعاً.
واتّهام المخالف بالكفر سيئة موبقة، وقد قال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : «إذا كّفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما».(2)
وثانياً: أنّ المائدة نزلت قبل رحيله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ بثلاثة أشهر أو أقلّ، وأمّا غزوة المريسيع، فقد كانت في شهر شعبان من العام السادس من الهجرة، وقيل قبله.(3) نعم نزل فيها
1- في المصدر مكان أين : فأمن، راجع: إرشاد الساري:1/278. 2- صحيح مسلم:1/56، كتاب الإيمان باب من قال لأخيه يا كافر. 3- السيرة النبوية لابن هشام:2/289.