قصر فی السفر علی ضوء الکتاب و السنة

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 55/ 30
نمايش فراداده

وفقهاء الشيعة مـن عصـر الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ إلـى يومنـا هذا.

أترى مع هذه الأحاديث مجالاً للقول بأنّ القصر في السفر رخصة لا عزيمة؟! ولو كان الإتمام في السفر سائغـاً لكـان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يعـرب عنه بقول أو بفعل ولـو بإتيانـه في العمر مـرّة لبيـان جـوازه كما يفعـل في غير هذا المورد.

أخرج مسلم في صحيحه من حديث بريدة قال: كان النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يتوضّأ عند كل صلاة فلمّا كان يوم الفتح صلّى صلوات بوضوء واحد. فقال له عمر: إنّك صنعت شيئاً لم تكن تصنعه؟ فقال: «عمداً صنعته» أي لبيان الجواز.(1)

ولو كان هناك ترخيص لما خفي على أكابر الصحابة حتّى نقدوا من أتمّها نقداً مرّاً. وبذلك تعلم قيمة تبرير

1 . مسلم: الصحيح: 1/122; نيل الأوطار: 1/258.