قصر فی السفر علی ضوء الکتاب و السنة

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 55/ 34
نمايش فراداده

وصلّيت مع أبي بكر الصديق بمنى ركعتين، وصلّيت مع عمر بن الخطاب بمنى ركعتين، فليت حظي من أربع ركعات، ركعتان متقبّلتان.(1)

يقول النووي بعد قوله: (فليت حظي من أربع ركعات، ركعتان متقبّلتان): إنّ معناه ليت عثمان صلّى ركعتين بدل الأربع كما كان النبي وأبو بكر وعمر وعثمان في صدر خلافته يفعلون.

ولما كانت الرواية صريحة في أنّ متلقّى عبد اللّه بن مسعود من فعل النبي هو كون القصر عزيمة، ولذلك استرجع وأردفه بقوله: (فليت حظي من أربع ركعات، ركعتان متقبّلتان) حاول النووي وغيره تأويل الأثر وتخفيف الوطأة وقال: مقصوده كراهة مخالفة ما كان عليه رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وصاحباه، ومع هذا فابن مسعود ـ رضي اللّه عنه ـ موافق على جواز الإتمام، ولهذا كان يصلّي وراء عثمان متمّاً، ولو كان القصر عنده واجباً لما استجاز تركه وراء أحد.

1 . صحيح البخاري:2/53، باب ما جاء في التقصير وشرح صحيح مسلم للنووي:5/209، باب قصر الصلاة بمنى.