بحوث فی الملل والنحل

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 4 -صفحه : 409/ 408
نمايش فراداده

وقال سبحانه: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الكَافِرينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ المُؤمِنين أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ العِزَّةَ فَإنَّ العِزَّةَ لَلّهِ جَمِيعاً)(1).

وقال تعالى: (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً، مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالكُفَّارَ أَوْلِياءَ)(2) .

وقال سبحانه: (إنَّما المُشرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسجِدَ الحَرَامَ)(3) .

وقال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَولِياءُ بَعْض)(4) .

وقال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ في حديث متواتر: «أخرجوا اليهود من جزيرة العرب. لا يجتمع دينان في جزيرة العرب» وأمر بمضايقتهم في الطرقات حتّى يضطروا إلى أضيقها(5) .

وأما الفقهاء، فقال الإمام النووي في كتاب المنهاج: «ويُمنع كل كافر من استيطان الحجاز، وهو مكة والمدينة واليمامة وقراها...» راجع كتاب الجزية منه .

فكيف يجوز لفهد، وهو يدّعي خدمة الحرمين الشريفين أن يقوم بمثل هذه الخيانة العظمى للحرمين وأهلهما، وليستقدم جيوش الغزو الغربي الصليبي الصهيوني إلى بلاد الوحي والرسالة، ويتكفل مؤونتهم، ويحمّل المسلمين مليارات لاستضافتهم، كما صرح المسؤولون السعوديون الوهابيون أنفسهم بذلك، وصرّح به قادة الغزو الغربي، كل ذلك بحجة الدفاع.. الدفاع عن ماذا؟ عن الحكم الوهابي الرجعي الأسود، وليس عن الشعب الحجازي المضطهد المظلوم، وليس عن الحرمين الشريفين، اللَّذين يفديهما المسلمون متى

1 . سورة النساء: الآية: 139 .

2 . سورة المائدة: الآية 57 .

3 . سورة التوبة: الآية 28 .

4 . سورة الأنفال: الآية 73 .

5 . راجع صحيح البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي ومسند أحمد والموطأ والدارمي .