وتفقّه على القاضي الحنفي أبي العلاء صاعد بن محمد (المتوفى 432 هـ).
وحدّث عن: جدِّه أحمد، والسيد أبي الحسن العلوي، وأبي عبد اللّه الحاكم، وعبد اللّه بن يوسف الاَصبهاني، وأبي طاهر بن محمش، وابن باكُويه، وطائفة.
وكان ذا عناية تامة بعلم الحديث، سمع الكثير عالياً، وانتخب على الشيوخ وجمع الاَبواب والكتب والطرق، وسافر إلى مرو، واستفاد بها وأفاد.
سمع منه أولاده: محمد، وصاعد، ووهب اللّه.
وأكثر عنه عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، وقال فيه: لم يكن في أصحابه في زمانه وبعده من يبلغ درجته في معرفة الحديث أو معرفة رجاله (1)
وصنّف الحسكاني كتباً كثيرة، بلغ الصغار والكبار منها قريباً من المائة (2)
، منها: شواهد التنزيل لقواعد التفضيل (3) ودعاء الهداة إلى أداء حقّ الموالاة، وخصائص علي بن أبي طالب عليه السَّلام في القرآن.
وقال الذهبي في «تاريخ الاِسلام»: وجدت له مجلساً في «تصحيح ردّ الشَّمس وترغيم النواصب الشُّمْس»، وقد تكلّم على رجاله كلامَ شيعيّ عارف بفنِّ الحديث.
توفّي بعد السبعين وأربعمائة، وقد عُمِّر دهراً.
(1) انظر شواهد التنزيل، المقدمة.
(2) المصدر السابق.
(3) ويشتمل على الآيات النازلة في أهل البيت عليهم السَّلام ، وقد طبع هذا الكتاب في إيران من قبل
موَسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والاِرشاد الاِسلامي، وحقّقه الشيخ محمد باقر المحمودي.