وبالتالي زالت جميع الموانع التي وقفت في طريق ثورة منتصرة وانفسح المجال أمام الثورة على الحكم الأموي تماماً ، وكانت هذه الفترة هي الفترة التي أنزل فيها الحسين بن علي ـ عليه السَّلام ـ ضربة حاسمة قاضية على جسم الحكم الأموي الفاسد وفجّر تلك الثورة العظيمة الفريدة.
أحدثت ثورة الحسين تغييراً شاملاً في المجتمع الإسلامي، قلبت الأوضاع وحرّضت الرأي العام ضدّ الحكم الأموي، وتسببت في حدوث انتفاضات وثورات كبيرة متوالية، مثل: ثورة التوّابين، ثورة أهل المدينة، ثورة المختار الثقفي، وانتفاضة زيد بن علي، وانتفاضات كبيرة أُخرى; بينما لو كانت هذه الثورة تحدث في عهد الإمام الحسن و على يديه، لما كان لها مثل هذه الثمار والنتائج.
وفي الواقع انّ الحسين بن علي عليمها السَّلام قد اتّبع منهج أخيه القدير، لأنّ الإمام الحسن قد تحمّل الكثير ـ و بكل شهامة ـ من الإشكاليات و الشبهات التي كان يثيرها سطحيو التفكير المتهوّرون، وهيّأ بتوقيعه على معاهدة الصلح وانطلاقاً من فهمه للواقع الذي عاش فيه أرضية الثورة بالتدريج وأعد الأذهان والرأي العام، وإذا ما تمهّدت الأرضية تماماً انطلق الحسين بن علي بثورة على مركز الفساد.
وممّا يجب الالتفات إليه وفضلاً عن التغاير الموجود بين عصر الإمام الحسن وعصر الإمام الحسين كما تقدّم الحديث عنه هو الاختلاف الهام بين مستوى أصحاب هذين الإمامين أيضاً. فقد لاحظنا في الصفحات السابقة انّ جيش الإمام الحسن كان يضطرب بمجرد سماع شائعة واحدة وينثال جماعة على خيمته