سیرة الأئمة علیهم السلام

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 619/ 29
نمايش فراداده

حامية رسول اللّه وخليفته

بن أبي طالب، أتدري من هذه المرأة؟ قلت: لا، قال: هذه ابنة خويلد خديجة زوج محمّد هذا، وانّ محمداً هذا يذكر انّ إلهه إله السماء والأرض أمره بهذا الدين... واللّه ما أعلم على وجه الأرض كلّها أحداً على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة».(1)

ويدلّ هذا النص بوضوح على أنّه لم يؤمن بدعوة نبيّ الإسلام في البداية وباستثناء زوجته خديجة سوى علي ـ عليه السَّلام ـ .

حامية رسول اللّه وخليفته

امتنع نبي الإسلام مدة ثلاث سنوات عن الدعوة العامة العلنية، وكان يدعو فقط وفي لقاءات خاصة الشخصيات التي كان يشعر بأنّها مستعدة للإسلام، وبعد تلك الثلاثة أعوام هبط ملك الوحي وأبلغ أمر اللّه تعالى بأن يبدأ الرسول دعوته العامة من خلال دعوته أهله وعشيرته وهكذا كان أمر اللّه:

(وَأَنْذِرْ عَشيرَتَكَ الأَقْرَبين* وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ * فَإنْ عَصَوك فَقُلْ إِنِّي بَريءٌ مِمّا تَعْمَلُونَ) .(2)

والسبب في اختيار دعوته للعشيرة مبدأً لانطلاق دعوته العامة هو انّه إذا لم يؤمن بالقائد الإلهي أقرباءه وعشيرته ولم يتبعوه، فلن يكون هناك تأثير لدعوته على البعداء عنه، ذلك انّ للأقرباء معرفة بخفايا شخصيته وصفاته النفسية الحسنة والسيئة جيداً، ومن هنا كان إيمانهم دلالة على نزاهة صاحب الدعوة، كما أنّ ابتعاد أكثرهم وتخلّفهم عنه يدلّ تجرده من صدقه ونزاهته في ما يدعيه، ولذلك

1-راجع شرح نهج البلاغة:13/226; تاريخ الطبري:2/212 مع اختلاف يسير، وقد ذكر ابن أبي الحديد ذلك عن عبد اللّه بن مسعود أيضاً وقد شاهد هو خلال سفره إلى مكة هذا المشهد أيضاً.

2-الشعراء/214ـ 216.