سیرة الأئمة علیهم السلام

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 619/ 33
نمايش فراداده

أودعتموه عندي لتسألوني عنه؟ قمتم بفعل اضطره إلى ترك البيت».

وفي هذه الأثناء هاجموا علياً ـ عليه السَّلام ـ ووفقاً لنقل الطبري آذوه وسحبوه إلى المسجد الحرام، وبعد احتجاز مؤقت أطلقوا سراحه، وانطلقوا باتجاه المدينة يقتفون أثر رسول اللّه في حين كان ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ مختبئاً في غار ثور.(1)

وقد خلّد القرآن المجيد تضحية علي ـ عليه السَّلام ـ العظيمة هذه في التاريخ وقدمه ضمن آية على أنّه من الذين يضّحون بأنفسهم في سبيل اللّه (وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابتِغاءَ مَرضاةِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بالْعِباد).(2)

قال المفسرون: قد نزلت هذه الآية حول التضحية العظيمة لعلي ـ عليه السَّلام ـ ليلة المبيت.(3)

وقد احتج نفس الإمام ـ عليه السَّلام ـ في الشورى السداسية التي تشكّلت بأمر عمر لاختيار الخليفة بهذه الفضيلة الكبيرة على أصحاب الشورى وقال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد اضطجع على فراش رسول حين أراد أن يسير إلى المدينة ووقاه بنفسه من المشركين حين أرادوا قتله غيري؟ قالوا: لا.(4)

1-السيرة النبوية، ابن هشام :2/124ـ 128; الكامل في التاريخ:2/102، 1399هـ. ق. بيروت، دار صادر; الإرشاد، الشيخ المفيد: 30; المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيشابوري:3/4، بيروت، دار المعرفة; تاريخ الأُمم والملوك:2/244، بيروت، دار القاموس الحديث.

2-البقرة/207.

3-شرح نهج البلاغة، تحقيق أبو الفضل إبراهيم:13/262، 1378هـ.ق; دلائل الصدق، حسن المظفر:2/80، و ينقل المرحوم المظفر عن المفسرين والعلماء البارزين لأهل السنّة مثل الثعلبي والقندوزي والحاكم بأنّ هذه الآية نزلت في علي ـ عليه السَّلام ـ .

4-الخصال، الشيخ الصدوق، تحقيق الغفاري:2/560، 1403هـ.ق; الاحتجاج:1/75، المرتضوية، النجف، 1350هـ.ق.