هذا وبملاحظة انّه لم يكن للإمام الرضا خيار في قبول ولاية العهد ولم يكن بمقدوره أن يجعلها وسيلة لتحقيق أهدافه المقدسة وأن يسكت ويظهر بمظهر الموافق، فلابدّ إذن أن يضع خطة يستطيع من خلالها إحباط مخطّطات المأمون.(1)وقد اتخذ الإمام الرضا ـ عليه السَّلام ـ مواقف مختلفة لإحباط مخطّطات المأمون ومؤامراته لم يكن قد حسب لها حساباً، وهي:
إنّ الإمام رفض اقتراح المأمون وهو في المدينة وأصرّ على عدم القبول، ليقول للناس: إنّ المأمون لا يكف عنه، حتى أنّ بعض النصوص التاريخية تشير إلى أنّه قد حمل إلى مرو بالرغم عنه لا باختياره.
وما اتخاذ هذا الموقف المتصلّب إلاّ ليعلم الجميع بأنّه ـ عليه السَّلام ـ لا تنطلي عليه لعبة المأمون وحيلته، وانّه على علم تام بمخططاته وأهدافه الخفية، ومن خلال ذلك استطاع الإمام أن يثير شكوك الناس حول طبيعة هذا الحدث.
إنّه رغم انّ المأمون كان قد طلب من الإمام وهو في المدينة أن يصطحب معه من أحب من أهل بيته في سفره إلى مرو، غير انّ الإمام لم يصطحب معه حتى ولده مع طول مدّة هذا السفر الذي سوف يتقلد فيه زعامة الأُمّة الإسلامية كما يقول المأمون.
1-الحياةالسياسيةللإمام الرضا ـ عليه السَّلام ـ :306ـ308،السيدجعفر مرتضى الحسيني،بقليل من التصرّف.