سیرة الأئمة علیهم السلام

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 619/ 492
نمايش فراداده

المناطق المختلفة من خلال الوكلاء ثمّ تحويلها إلى الإمام، مضافاً إلى نقل أجوبة الإمام على الاستفسارات الفقهية والعقائدية للشيعة وتوجيههم سياسياً.

وقد كان لهذه الشبكة أو المنظمة تأثير كثير في تحقيق أهداف الإمام الذي كان خاضعاً لمراقبة شديدة في سامراء، و قد سار في أمر نصب الوكلاء والنوّاب على خطا أبيه الإمام الجواد ـ عليه السَّلام ـ ، فنصب الوكلاء والنوّاب في مختلف المدن والمناطق، وهكذا يكون قد أحدث شبكة ومنظمة اتصالات موجهة ومتناسقة تحقّق تلك الأهداف المذكورة آنفاً.

وصعّد عدم الاتصال المباشر بين الإمام وشيعته من دور الوكلاء الديني والسياسي لدرجة انّهم تحملوا مسؤولية أكبر في إدارة الأُمور، وقد حصل الوكلاء على تجارب قيّمة في تنظيم وتعبئة الشيعة في المجالات المستقلة، وتدلّ الوثائق التاريخية على أنّ الوكلاء كانوا يقسمون الشيعة حسب المناطق المختلفة إلى أربع مجموعات من النواحي:

الناحية الأُولى تشمل بغداد، المدائن والكوفة.

والناحية الثانية تشمل البصرة والأهواز.

والناحية الثالثة قم وهمدان.

وأخيراً تشمل الناحية الرابعة الحجاز واليمن ومصر.

وكانت كلّ ناحية تمنح لوكيل مستقل يوظّف هو بدوره كوادر محليّين تحت إشرافه، ويمكن ملاحظة أعمال المنظمة النيايية هذه في توجيهات الإمام الهادي لمدراء هذه المنظمة، فقد روي أنّ الإمام قد كتب عام 232هـ رسالة إلى علي بن بلال وكيله المحليّ في بغداد: