سیرة الأئمة علیهم السلام

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 619/ 576
نمايش فراداده

الغيبة الصغرى والكبرى

فضال: قال الإمام الرضا ـ عليه السَّلام ـ :«كأنّي بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي ـ الإمام العسكري ـ يطلبون المرعى فلا يجدونه».

قلت: ولم؟

قال ـ عليه السَّلام ـ :«لأنّ إمامهم يغيب عنهم».

قلت: ولم؟

قال ـ عليه السَّلام ـ :«لئلاّ يكون في عنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف».(1)

الغيبة الصغرى والكبرى

تنقسم ـ كما أشرنا ـ غيبة الإمام المهدي إلى قسمين الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى.

امتدت الغيبة الصغرى من عام 260هـ ـ سنة استشهاد الإمام الحادي عشر ـ حتى عام 329هـ، و هي السنة التي مات فيها آخر سفير للإمام فكانت 69 عاماً تقريباً.(2)ولم ينقطع اتصال الشيعة بالإمام كلية فيها بل كانوا يتصلون به ـ ولو على نطاق ضيق ـ و من قنوات خاصة.

وتوضيح ذلك هو انّه كان هناك أفراد معيّنون ـ سنأتي على ذكرهم ـ يتصلون بصفتهم نواباً بالإمام، و كان بإمكان الشيعة أن يحملوا أسئلتهم ومشاكلهم إلى

1-كمال الدين: 480; البحار:1/152; منتخب الأثر:268.

2-عدّ الشيخ المفيد بداية الغيبة الصغرى منذ عام ولادته ـ عليه السَّلام ـ سنة 255; الإرشاد: 346، وعليه تكون الغيبة 74 عاماً، ولعلّ رأي المفيد بسبب انّالإمام لم يخالط ويعاشر الآخرين حتى في عهد أبيه فكان يعد ـ عليه السَّلام ـ غائباً كلية . ويحتمل انّذلك هو الذي جعل علماء مثل الطبرسي والسيد الأمين والسيد صدر الدين الصدر أن يعتقدوا انّ بداية الغيبة الصغرى كانت منذ الولادة وانّ غيبته 74 عاماً ; إعلام الورى:444; أعيان الشيعة:2/46; المهدي: 181.