لابدّفي آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ، ويظهر العدل، ويسمّى بالمهدي، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وانّ عيسى ينزل من بعده أو ينزل معه فيساعده على قتله، و يأتم بالمهدي في صلاته...
إنّ جماعة من الأئمة خرّجوا أحاديث المهدي، منهم: الترمذي وأبو داود وابن ماجة والحاكم والطبراني وأبو يعلى الموصلي وأسندوها إلى جماعة من الصحابة، مثل: علي و ابن عباس وابن عمر وطلحة وابن مسعود وأبي هريرة وأنس وأبي سعيد الخدري وأُمّ حبيبة وأُمّ سلمة وثوبان وقرة بن أياس وعلي الهلالي وعبد اللّه بن الحارث بأسانيد ربما يعرض لها المنكرون كما نذكره، إلاّ أنّ المعروف عند أهل الحديث انّ الجرح مقدّم على التعديل(1)، فإذا وجدنا طعناً في بعض رجال الأسانيد بغفلة أو بسوء حفظ أو ضعف أو سوء رأي، تطرق ذلك إلى صحّة الحديث وأوهن منها....(2)
ثمّ ينقل عدداً من تلك الأحاديث ويدرس حال رواتها ويعد بعضاً منهم غير موثوق به ويضيف: فهذه جملة الأحاديث التي خرّجها الأئمّة في شأن المهدي
1-انّ الجرح والتعديل اصطلاحان من اصطلاحات علم الحديث. ويقصد بالجرح هو أن يوصف الراوي أو الرواة لحديث ما من قبل أئمة الحديث بأوصاف مثل: كذّاب، وضّاع، غال وأوصاف أُخرى متعارفة بينهم، فيكون الحديث واهياً على هذا الأساس. ويقصد بالتعديل هو أن يذكر الراوي بعناوين مثل: عادل، موثّق، وأمثالها فيكون حديثه مقبولاً وطبعاً ما ذكرناه إنّما هو المقاييس التي يأخذ بها علماء الشيعة، وأمّا علماء أهل السنة فلهم مقاييسهم، وهي قد لا تتفق مع مقاييس الشيعة. 2-مقدمة ابن خلدون: 311ـ 312، ط 4، إحياء التراث العربي.