سیرة الأئمة علیهم السلام

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 619/ 91
نمايش فراداده

ناكثو العهد

الصلح والهدنة، وهو يدرك بعمق طبيعة المجتمع الإسلامي وظروفه ويهمه مصالح الأُمّة.(1)

وهنا نسترعي انتباه القرّاء إلى التفصيلات التالية.

ناكثو العهد

وكما أسلفنا لم يكن العراقيون على مرام واتجاه واحد، بل كانوا مذبذبين لا يعرفون الوفاء ولا يمكن الاعتماد عليهم والثقة بهم، يرفعون في كلّ يوم راية من الرايات وشعاراً من الشعارات، وطالما يخضعون للسلطات التي تحكمهم، وكما يقال يأكلون الرغيف بسعر اليوم.

وانطلاقاً من هذه الروح التي تحكمهم وتزامناً مع اشتداد تجهيز الجيوش وتعبئة القوات من الجانبين، خان بعض رؤساء القبائل والشخصيات المنحدرة من عوائل كبيرة الإمام الحسن وراسلوا معاوية وأعلنوا عن حمايتهم لحكمه وشجعوه على المسير نحو العراق سرّاً واعدين إيّاه أن يسلّموه الحسن حياً أو ميتاً إذا ما وصل هو إليهم، فأرسل معاوية نفس تلك الرسائل إلى الإمام، وقال له: كيف تقاتلني وأنت تثق وتعتمد على هؤلاء؟!(2)

1-ولهذا السبب ألف عدّة من المؤرّخين المسلمين القدماء كتباً تحت عنوان ـ قيام الحسن ـ ومنها الكتابان التاليان :

ألف: قيام الحسن ـ عليه السَّلام ـ ، تأليف هشام بن السائب الكلبي (المتوفّى 205هـ).

ب: قيام الحسن ـ عليه السَّلام ـ ، تأليف إبراهيم بن محمد الثقفي(المتوفّى عام 283هـ). (امام در عينيّت جامعه، محمد رضا الحكيمي، ص 171).

2-الإرشاد: 191، و ما يدعم هذه الحقيقة هو ما أجاب به الإمام الحسن أحد شيعته ،فقد قال ـ عليه السَّلام ـ ضمن سؤاله حول انّه لماذا أعرضت عن القتال؟:«واللّه لو كنت قاتلت معاوية لسلمني الناس إليه» ; البحار:44/20.