تاریخ الفقه الإسلامی و ادواره

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 459/ 416
نمايش فراداده

حياة المحقّق البهبهاني و سيرته

الدور السادس : عصر تصعيد الاجتهاد والنشاط الفقهي :(1180 _ 1260 هـ)

نفسه بالاِجابة. (1)

وألَّفت هذه الحادثة منعطفاً تاريخياً في قلب الموازين لصالح الاَُصوليين، حيث وضع المحقّق البهبهاني أصابعه على النقاط الحسّاسة التي كانت الاَخبارية تتشدّق بها.

وقبل أن ندخل في صلب الموضوع نسلط الاَضواء على سيرة المحقّق البهبهاني، والدور الذي لعبه في إحياء التيار الاجتهادي، وإخراج المجتمع من ورطة الاَخبارية.

حياة المحقّق البهبهاني و سيرته

ولد المحقّق محمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني سنة 1118هـ في إصفهان، وقرأ المقدّمات فيها، ثمّ انتقل إلى النجف من جرّاء نشوب القلاقل والفتن وأكمل فيها دروسه عند العلمين الجليلين: السيد محمد الطباطبائي البروجردي ـ جدّ السيد بحر العلوم ـ و السيد صدر الدين القمي المشهور بالهمداني شارح كتاب «وافية الاَُصول» ولمّا تزوّد من معين تلك الحوزة و صاهر أُستاذه السيد محمداً الطباطبائي، انتقل حينها إلى بهبهان معقل الاَخباريين في ذلك الزمان، ومكث هناك ما يربو على ثلاثين سنة، لعب فيها دوراً هاماً في التعليم والتربية والتأليف والتصنيف، وقد أحسَّ بعد حقبة من الزمن انّه لو هاجر إلى الاَماكن المقدسة لبذل عطاءً ضخماً.

فنزل النجف الاَشرف، ولم يلبث فيها إلاّ قليلاً، ثمّ انتقل إلى كربلاء حيث كانت تعجّ بالاَخباريين يومذاك.

1 . المامقاني: تنقيح المقال:2|85.