أقسام فی القرآن

جعفر السبحانی التبریزی

نسخه متنی -صفحه : 189/ 148
نمايش فراداده

الفصل الثالث عشر القسم في سورة الطارق

حلف سبحانه بأمرين: بالسماء والطارق، ثمّ فسر الطارق بالنجم الثاقب، حلف بهما بغية دعوة الناس إلى الاِذعان بأنّ لكلّ نفس حافظ.

قال سبحانه: (وَالسَّماءِ وَالطّارِقِ وَما أَدْراكَ مَا الطّارِقُ النَّجْمُ الثاقِبُ إِنْكُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظ) . (1)

أمّا السماء فقد مرّ البحث فيه، والطارق من الطرق ويسمّى السبيل طريقاً، لاَنّه يطرق بالاَرجل أي يضرب، لكن خصّ في العرف بالآتي ليلاً، فقيل انّه طرق أهله طروقاً، وعبر عن النجم بالطارق لاختصاص ظهوره بالليل.

النجم الثاقب والثاقب الشيء الذي يثقب بنوره وإصابته مايقع عليه، قال سبحانه: (فأتْبَعهُشِهابٌ ثاقِب) . (2)

(إِنْكُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظ) فلفظة (لما) بمعنى إلاّ نظير قوله سبحانه:(وإنَّ كُلاً لَمّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعمالَهُم) (3) ونظيره قولك: «سألتك باللّه لما فعلت».

1 ـ الطارق:1ـ 4.

2 ـ الصافات:10.

3 ـ هود:111.