أقسام فی القرآن

جعفر السبحانی التبریزی

نسخه متنی -صفحه : 189/ 89
نمايش فراداده

الفصل الثاني القسم في سورة الذاريات

لقد حلف سبحانه بأُمور أربعة متتابعة وقال:

(وَالذّارِياتِ ذَرْواً) .

(فَالحامِلاتِ وِقْراً) .

(فَالجارِياتِ يُسْراً) .

(فَالمُقسِّمات أمراً إِنّما تُوعدونَ لصادِقٌ وإنَّ الدِّينَ لَواقِع). (1)

ثمّ حلف بخامس فرداً أي قوله: (وَالسَّماءِ ذاتِ الحُبُك) .

أمّا الاَوّل أعني : (والذارِيات ذَرواً) فهي جمع ذارية، ومعناها الريح التي تُنشر شيئاً في الفضاء، يقول سبحانه: (فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُالاََرضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذَرُوهُالرِّياح) . (2) ولعلّهذه قرينة على أنّ المراد من الذاريات هي الرياح.

وأمّا الحاملات، فهي، من الحمل، والوقرـ على زنة الفكر ـ ذو الوزن الثقيل.

والمراد منه السحب، يقول سبحانه: (هُوَ الَّذي يُريكُمُ البَرقَ خَوفاً وَطَمَعاً وَيُنشىَُ السَّحابَ الثِّقال) (3) وقال سبحانه: (حَتّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ

1 ـ الذاريات:1ـ6.

2 ـ الكهف: 45.

3 ـ الرعد:12.