عصمة الأنبیاء فی القرآن الکریم

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 309/ 116
نمايش فراداده

2عصمة شيخ الاَنبياء نوح (عليه السلام) والمطالبة بنجاة ابنه العاصي

قد استدل المخطّئة لعصمة الاَنبياء على عدم عصمة نوح (عليه السلام ) بما ورد في سورة هود من الآية 45 إلى 47، وإليك الآيات:

(وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أحْكَمُ الحَاكِمين * قَالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ * قَالَ رَبّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاّ تَغْفِرْ لي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الخَاسِرينَ ).

وقد استدل بهذه الآيات بوجوه:

1. انّ ظاهر قوله تعالى: (انّه ليس من أهلك )تكذيب لقول نوح (إنّ ابني من أهلي )، وإذا كان النبي لا يجوز عليه الكذب، فما الوجه في ذلك؟

2. قوله: (فلا تسألن ما ليس لك به علم إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين )، فإنّ ظاهره صدور سوَال منه غير لائق بساحة الاَنبياء، ولاَجل ذلك خوطب بالعتاب ونهي عن التكرار .