عصمة الأنبیاء فی القرآن الکریم

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 309/ 18
نمايش فراداده

كما أنّه قد أنكر بلا دليل انتساب علم النحو إليه مع أنّ ابن النديم قال في الفهرست: زعم أكثر العلماء انّ النحو أخذه أبو الاَسود عن أمير الموَمنين(عليه السلام ).(1)

عود على بدء

فلنرجع إلى دراسة وجود جذور عصمة النبي في كلام علي (عليه السلام ) حيث إنّه يصف النبي في الخطبة القاصعة بقوله:

ولقد قرن الله به من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره. (2) ودلالة هذه القمة العالية من هذه الخطبة على عصمة النبي في القول والعمل عن الخطأ والزلل واضحة، فإنّ من رباه أعظم ملك من ملائكة الله سبحانه من لدن أن كان فطيماً، إلى أُخريات حياته الشريفة، لا تنفك عن المصونية من الانحراف والخطأ، كيف وهذا الملك يسلك به طريق المكارم، ويربيه على محاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره، وليست المعصية إلاّ سلوك طريق المآثم ومساوىَ الاَخلاق، ومن يسلك الطريق الاَوّل يكون متجنباً عن سلوك الطريق الثاني.

إنّ الاِمام أمير الموَمنين لا يصف خصوص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالعصمة في هذه الخطبة، بل يصف آل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: "هم عيش العلم، وموت الجهل، يخبرهم حلمهم عن علمهم، وظاهرهم عن باطنهم، وصمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحق، ولا يختلفون فيه، هم دعائم الاِسلام، وولائج الاعتصام، بهم عاد الحق في نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن

1 . بحوث مع أهل السنّة والسلفية: 108، وقد نقلنا بعض النصوص السابقة في حق المعتزلة عن ذلك الكتاب.

2 . نهج البلاغة الخطبة: 187، طبعة عبده.