إنّ سليمان النبي (عليه السلام) أحد الاَنبياء وقد ملك من القدرة أروعها ومن السيطرة والسطوة أطولها، وآتاه الله الحكم والحلم والعلم، قال سبحانه: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً ) (1)، وقال عز من قائل: (وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْمَاً وَعِلْمَاً)(2)، وعلّمه منطق الطير قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ)(3)، ووصف الله قدرته بقوله: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الاَنْسِ وَ الطَّيْرِ) (4)، إلى غير ذلك من الآيات الواردة في توصيف قدرته وسعة علمه وعلو درجاته.
روى أصحاب السير: كان سليمان صلى الصلاة الاَُولى، وقعد على كرسيه والخيل تعرض عليه حتى غابت الشمس. فقال: "آثرت حبَّ الخيل على ذكر ربّي، وأنّ هذه الخيل شغلتني عن صلاة العصر" فأمر برد الخيل فأخذ يضرب سوقها وأعناقها، لاَنّها كانت سبب فوت صلاته. (5)
1 . النمل: 15. 2 . الاَنبياء: 79. 3 . النمل: 16. 4 . النمل: 17. 5 . تفسير الطبري: 23|99 ـ 100؛ الدر المنثور : 5|309.