عصمة الأنبیاء فی القرآن الکریم

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 309/ 268
نمايش فراداده

فضيلة ولا كرامة ولا معجزة إلاّ وقد أعطاها نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فكيف جاز أن يكون عيسى (عليه السلام) في المهد نبياً ولم يكن نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أربعين سنة نبياً؟! (1)

قال سبحانه حاكياً عن المسيح: (قَالَ إِنّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيَّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيَّاً ) (2)، وقال سبحانه مخاطباً ليحيى: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً ) (3).

ولازم ذلك أنّ النبي قبل بعثته في صباه أو بعد ما أكمل الله عقله كان نبياً موَيداً بروح القدس يكلّمه الملك، ويسمع الصوت ويرى في المنام.

وإنّما بُعث إلى الناس بعد ما بلغ أربعين سنة، وعند ذاك كلّمه الملك معاينة ونزل عليه القرآن وأُمر بالتبليغ.

ويوَيد ذلك ما رواه الجمهور عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) من أنّه كان نبياً وآدم بين الروح والجسد. (4)هذا كلّه راجع إلى حاله قبل بعثته، وأمّا بعدها فنأتي بمجمل القول فيه:حاله بعد البعثةقد عرفت حال النبي الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل بعثته، فهلمّ معي ندرس حاله

1 . البحار: 18|279.2 . مريم: 30 ـ 31.3 . مريم: 12.4 . نقل العلاّمة الاَميني مصادره عن عدة من الكتب، وذكر انّ للحديث عدّة ألفاظ من طرق شتى. لاحظ الجزء 9|287.