وإليك ملخّص هذا البرهان:
يقول: لا شك أنّ ظهور الحياة بشكلهاالحاضر على وجه الأرض ليس إلاّ نتيجةتضافر شرائط وتوفر علل وعوامل كثيرة بحيثلو فقد واحد منها لامتنع ظهور الحياة علىالأرض ولاستحالت حياة الأحياء عليها.
فلو أنّ ظهور الحياة كان نتيجة انفجار أوانفجارات في المادة الأُولى عن طريقالمصادفة، لكان من الممكن أن تتحقّقملياردات الصور والكيفيات ويكون احتمالظهور هذه الصورة واحداً من مليارات الصور،وحيث إنّ صورة واحدة فقط هي التي تحققت دونبقية الصور ينطرح هذا السؤال:
كيف تحقّقت هذه الصورة الحاضرة دون بقيةالصور عقيب الانفجار؟
وكيف وقع الاختيار على هذه الصورة بالذاتمن بيان سائر الصور والحال كان المفروضأنّ جميعها متساوية في منطق المصادفة.
إنّنا لا نجد جواباً معقولاً في هذاالمجال إلاّ أن نعزي الأمر إلى غيرالمصادفة.
وبعبارة أُخرى: انّ كثرة الشروط اللازمةلظهور الحياة على الكرة الأرضية تكون بحيثإنّ احتمال اجتماع هذه الشرائط بمحضالمصادفة مرة في بليون مرة، ولا يمكنلعاقل أن يفسر ظاهرة من الظواهر بمثل هذاالاحتمال غير العقلائي وغير المنطقي جداً.
وننقل هنا نص ما قاله العالم المعروف تحتعنوان «المصادفة»:
«إنّ حجم الكرة الأرضية وبعدها عن الشمس،ودرجة حرارة الشمس وأشعتها الباعثةللحياة، وسمك قشرة الأرض وكمية الماء،ومقدار ثاني أوكسيد