مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 143
نمايش فراداده

ولكن هذا الرأي وهذا الاستدلال مضافاًإلى أنّه ثبت بطلانه ـ كما قلنا ـ لبطلانأدلّته، وثبت أنّ حركة الأجسام الفلكيةليست حركة واعية، توجيه بعيد عن هدفإبراهيم (عليه السلام)، لأنّه ـ كما قيل ـلم يكن الخليل (عليه السلام) في مقام إثباتالصانع و إبطال الإلحاد، بل هو في مقاماستنكار الشرك وإبطال فكرة الشريك للّه فيالتدبير.

كلمة أخيرة حول هذه الآيات

وآخر ما يمكن قوله حول هذه الآيات هو أننقول:

إنّ هذه الآيات تتحدث مباشرة عن محاربةالشرك في التدبير ولكنّها تتعلّق ـ بصورةغير مباشرة ـ بإثبات الصانع أيضاً، بتقريبأنّ أُفول هذه الكواكب يدلّ على كونهامسخّرة وأنّ هناك مسخّراً هو الذي خلقهاوسخّرها.

وفي هذه الصورة لا يمكن أن تكون هيمدبّرة، إنّما التدبير لذلك الخالق الذيخلقها وسخّرها.

وفي هذه الحالة يكون أُفول وغياب هذهالأجرام حين كونها دليلاً على عدمربوبيتها دليلاً قاطعاً وشاهداً واضحاًعلى ربوبية مسخّرها ومالك أمرها.