مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 163
نمايش فراداده

وفي هذا الاستدلال استدلّ القرآن بوجودالمصنوع (كالمزارع الخضراء وحفظهاوصيانتها من الجفاف) على وجود الصانع.

وقد جاء عين هذا الاستدلال في القسمالثالث والرابع أيضاً، فنزول المطر منالسحاب ـ وهو أمر حادث ـ لا بد له من محدث..

وإذا ساعدت بعض العوامل على ذلك، كتبخرمياه البحار بسبب الشمس، فإنّه لا محيص ـفي الم آل ـ من أن يعتمد الموضوع على إرادةقادر متعال، هو الذي أوجد تلك العوامل،وهو الذي نسّقها، ونظّمها، وساعدها علىالتأثير وصانها من أي تلوث و أُجوج كمايقول:

(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِيتَشْرَبُونَ * ءَأَنْتُمْأَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْنَحْنُ الْمُنْزِلُونَ *لَوْنَشَاءُجَعَلْنَاهُ أُجَاجاً)(1).

في هذا المورد استدل الكتاب الكريم بوجودظاهرة هطول المطر، وظاهرة السحابوصيانتها عن الأُجوج والتلوث، على وجودالصانع.

وعلى هذا النمط والغرار يكون أمر تواجدالنار تلك الظاهرة العجيبة جداً.

فالإنسان لا يقوم في مسألة النار إلاّبدور الناقل فحسب.

فهو ـ كما نلاحظ ـ لا يفعل إلاّ إيصال شعلةالكبريت إلى الحطب في المطبخ لا أكثر.

لهذا فلا يكون للإنسان أي دور في نشأة هذهالظاهرة(النار) وتكوّنها، اللّهم إلاّعملية الإشعال والوري.

1. الواقعة: 68 ـ 70.