هذا الاستدلال، أعني: عدم إمكان توفر كلالشروط والعوامل اللازمة للحياة من بابالمصادفة.
فإنّ قوله تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمواتِ وَالأرْضِوَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِوَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْري فِيالْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ *وَمَا أَنْزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِمِنْ مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأرضَ بَعْدَمَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّدابَّة وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ *وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَالسَّمَاءِ والأرْضِ لآيَات لِقَوْميَعْقِلُونَ).(1)
إنّ قول اللّه هذا ـ مضافاً إلى كونهمشيراً إلى «برهان النظم» يمكن أن يكونتلويحاً إلى عوامل استقرار الحياة علىالأرض، ومذكراً للعقول بأنّه لا يمكن أنتجتمع كل هذه العوامل ـ مع ما فيها منالمحاسبات العلمية الدقيقة ـ عن طريقالمصادفة ومن باب «المصادفة العمياء» دونأن يتدخل في ذلك تدبير «مدبّر عاقل حكيم»ودون أن يكون قد جمعها ـ على هذا النسقالمطلوب المناسب لظاهرة الحياة ـ «إلهخالق» عارف بالأُمور، محيط بالمحاسباتوالسنن.
كما يمكن أن تكون بعض الآيات الأُخر مشيرةإلى هذا البرهان مثل قوله تعالى:
(اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمواتِبِغَيْرِ عَمَد تَرَونَهَا ثُمَّ اسْتَوىعَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَوَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَل مُسَمّىيُدَبِّرُ الأمْرَ يُفَصِّلُ الآياتِلَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْتُوقِنُونَ).(2)
1. البقرة: 164. 2. الرعد: 2.