مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 551
نمايش فراداده

فإذا اعتقد أحد بأنّ هناك ـ مضافاً إلىالعوامل والقوى الطبيعية ـ سلسلة من العللغير الطبيعية التي تكون جميعها من عباداللّه الأبرار الذين يمكنهم تقديم العون(1)لمن استعان بهم تحت شروط خاصة وبإذن اللّهوإجازته دون أن يكون لهم أي استقلال لا فيوجودهم ولا في أثرهم، فإنّ هذا الفرد لواستعان بهذه القوى غير الطبيعية ـ معالاعتقاد المذكور ـ لا تكون استعانتهعملاً صحيحاً فحسب، بل تكون ـ بنحو منالأنحاء ـ استعانة باللّه ذاته كما لايكون بين هذين النوعين من الاستعانة(الاستعانة بالعوامل الطبيعية والاستعانةبعباد اللّه الأبرار) أي فرق مطلقاً.

فإذا كانت الاستعانة بالعباد الصالحين ـعلى النحو المذكور ـ شركاً لزم أن تكونالاستعانة في صورتها الأُولى هي أيضاًمعدودة في دائرة الشرك، والتفريق بينالاستعانة بالعوامل الطبيعية و الاستعانةبغيرها إذا كانتا على وزان واحد وعلى نحوالاستمداد من قدرة اللّه وبإذنه ومشيئتهبكونها موافقة للتوحيد في أُولىالصورتين، ومخالفة له في ثانية الصورتين،لا وجه له.

من هذا البيان اتضح هدف صنفين من الآياتوردا في مسألة الاستعانة:

الصنف الأوّل:

يحصر الاستعانة باللّه فقطويعتبره الناصر والمعين الوحيد دون سواه.

والصنف الثاني:

يدعونا إلى سلسلة منالأُمور المعينة غير اللّه ويعتبرهاناصرة ومعينة إلى جانب اللّه.

1. البحث مركز في أنّ طلب العون والحال هذهشرك أو لا، وأمّا أنّه هل أُعطيت لهم تلكالمقدرة على العون أو لا؟ فخارج عن موضوعبحثنا وإنّما إثباته على عاتق الأبحاثالقرآنية الأُخرى وقد نبهنا على ذلك غيرمرة.